حتى لا يكونُ الصمتُ خيانةً!

2024-02-08 11:01

 

صحيفة الأيام

نعيشُ فترةٌ عصيبةٌ منْ تاريخنا انعكستْ على حالةِ المجتمعِ الجنوبيِ، الذي أصبحَ في حاجةٍ ماسةٍ إلى ما يشبهُ الثورةَ السلوكيةَ والقيميةَ، والانقلابُ على حالةِ هوسِ مرضِ الأنانيةِ والزبائنيةِ في العملِ السياسيِ و انشطةِ الشأنِ العامِ التي تفشتْ فيهما بشكلٍ غيرِ مقبولٍ والعودةِ إلى حالةٍ منْ الرشدِ والعقلانيةِ السياسيةِ تؤمنُ بأنَ الحقَ في الوظيفةِ العامةِ والعملِ في الشأنِ حق مكفولٍ لكلِ الأطرافِ وفي المقدمةِ منهمْ لمنْ يحملونَ منْ الكفاءةِ والقدراتِ على تقديمِ ما هوَ أفضلُ للمجتمعِ الجنوبيِ.

 

لقد تم تغليبُ صلةِ القرابةِ والصداقةِ والمحسوبيةِ في اختيارِ القائمينَ على دوائرِ العملِ السياسيِ في المجلسِ الإنتقاليِ دونَ الاعتمادِ على أسسِ الكفاءةِ كمعيارٍ للاختيارِ ما أدى وسيؤدي إلى تقهقرِ العملِ السياسيِ الجنوبيِ وتخلفَ مقوماتِ بناءِ مشروعِ الدولةِ الجنوبيةِ، إضافةٌ إلى العواملِ السلبيةِ التي سيضيفها هذا السلوك السلبيِ على الوحدةِ الوطنيةِ الجنوبيةِ ويقودُ إلى تعزيزِ النظراتِ الضيقةِ للعملِ السياسيِ واعتمادِ معاييرَ قرويةٍ تبعدهُ عنْ معاييرِ مشروعِ الدولةِ المدنيةِ الجامعةِ.

أنٌ هذا السلوكِ العصبوي يهددَ مستقبلَ العملِ السياسيِ الجنوبيِ ويعرقلُ عجلةَ سيرهِ للأمامِ ويؤخرها بسببِ نقصِ الكفاءةِ والمهارةِ المطلوبة.

 

 لذلكَ نحنُ بحاجةِ إلى ثورةٍ في السلوكِ والتي بدورها في حاجةٍ إلى وقتِ وجهدِ المخلصينَ منْ الجنوبيينَ ولا ننتظرهُ منْ أيِ طرفٍ خارجيٍ بلْ أصبحَ واجب على الجنوبيينَ جميعا وفي مقدمتهمْ المجلسَ الإنتقاليَ الجنوبيَ المطالبَ بالقيامِ بجهدٍ متميزٍ كونهِ المكونَ الأكبرَ والأكثرَ تمثيلٌ لشعبِ الجنوبِ وعليهِ مسؤوليةُ الأهتمامِ بهذا الأمرِ وفقَ استراتيجيةٍ لتغييرِ السلوكِ السياسيِ والعمليِ لقياداتهِ أولاً ، والخروجُ منْ حالةِ الاتكاليةِ على الغيرِ والانتظارِ حتى نفقدَ القدرةُ على التصرفِ في مواجهةِ معاركنا القادمةِ .

 

د . حسين لقور #بن_عيدان