متى ولماذا يكون التغيير ضرورة؟

2024-01-21 03:58

 

*- خاص صحيفة الأيام

‏كل ثورة وطنية أو حتى عملية تغيير سياسي لا يمكنها النجاح دون قيادات واعية للمهمة التي ستقودها والدور المناط بها، ومدركة للتحديات الداخلية و الخارجية التي ستواجهها أثناء سيرها في تحقيق اهداف هذه الثورة أو التغيير.

 

‏عندما ننشد التغيير لايعني بطبيعة الحال أن نهدم الماضي، إنما لابد من البناء على ما تم إنجازه من إيجابيات وتجاوز سلبياتها.

 

وحتى تكون إدارة التغيير ذات فاعلية لابد لها من إمتلاك القدرة على فهم الظروف المتغيرة في الإقليم والعالم، والتحولات الهائلة التي نشهدها، كما تعني إمتلاك ملَكَة الإبداع على وضع الإستراتيجيات لإحداث التغيير في أدوات وأساليب العمل التنظيمية للمجلس الإنتقالي الحامل السياسي لقضية شعب الجنوب، وأساليب العمل التي تتطلبها المرحلة.

 

لسنا في حاجة لقيام كيانات جديدة لأن لدينا مايكفي للإعتماد عليه وهو المجلس الإنتقالي لإنجاز أهداف وبرامج الثورة الجنوبية في كل المؤسسات المدنية والعسكرية، ولكي نضمن فاعليتها والعمل على إحداث تغيير اقتصادي من خلال السيطرة على الموارد وتحويلها إلى رافد يمنع الخضوع للاملٱءات الخارجية على الجنوبيين.

 

 النخب السياسية الجنوبية التي تتصدى للعمل في الشأن العام أول ما يجب عليها أن تستوعبه هو إنها بقدر ما تأخذ من صلاحيات وسلطات او تفويض من جمهورها و قواعدها بنفس القدر عليها ان تتحمل المسؤولية كاملة عن اي إخفاق او فشل في عملها وان تتقبل النقد و تمارس النقد الذاتي في صفوفها لتصحيح اخطاءها قبل ان تتحول إلى فشل او عجز عن أداء المهام الموكلة اليها.

 

 ان النخب السياسية التي ترمي اخطاءها او فشلها على الخصوم السياسيين في الجانب الاخر وتبحث عن اعذار تبرر مسلكها العاجز في إدارة المهام المطلوب تحقيقها من قواعدها و لا تقبل ان يتم نقدها او تحاول تكميم افواه من ينتقدونها يجعلها تسقط حقها في البقاء تضطلع بالقيادة وتكشف ضعف قدراتها وعجزها في ان تكون في مستوى تنفيذ اهداف جمهورها وقواعدها.

 

 لذلك عندما تفشل اي نخب سياسية في تحقيق اهداف جمهورها او جُلٌها، تكشف أنها لم تكن على وعي بالمهمات التي اوكلت لها ولم تمتلك الأدوات المناسبة التي يمكن الإستعانة بها وأكتفت بمن هم ليسوا أهلا لمواجهة التحديات التي أنتصبت أمام هذه القيادة السياسية، و بالتالي يستوجب عليها إما إعادة ترتيب أمورها وإختيار أدوات فاعلة، أو تفتح الطريق واسعا أمام دماء جديدة تنجز ما عجزت عنه.

 

وهناك كثير من الحالات نجد أن الثورات تنتكس ويفشل التغيير بسبب هوس النخب السياسية بالسلطة والذي يقود الى صراع هيمنة ونفوذ بين تلك النخب في كثير من البلدان ما يعطي فرصة لحصول إختراقات خارجية للنخب السياسية "تبعية" ما يجعل محاولات احداث التغيير اكثر صعوبة.

 

رغم كل الكوارث والدمار الذي خلفته حروب اليمنيين على الجنوب فإن الطريق مفتوح أمام عملية بناء الجنوب وإعادة نسج علاقاته الداخلية والخارجية للانطلاق في طريق بناء مشروع الدولة الجنوبية

 

د. حسين لقور #بن_عيدان