قيادي حوثي منشق يحذر الجنوبيين من إقدام الجماعة المدعومة إيرانيا على اغتيال اللواء فيصل رجب بعد إعلانها الإفراج عنه بعد ثماني سنوات من احتجازه.
محاولة حوثية لتلميع صورتها بإفراجها عن اللواء فيصل رجب
صنعاء – يؤشر إعلان الحوثيين اليوم الأحد عن إطلاق سراح القائد البارز في الجيش اليمني اللواء فيصل رجب، بعد ثماني سنوات على احتجازه بالعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم، عن مساع من الجماعة المدعومة إيران إلى تلميع صورتها أمام القبائل، في وقت حذر البعض الجنوبيين من مخطط حوثي لاغتياله لاحقا.
وأواخر مارس 2015، أسرت الجماعة قائد اللواء 119 مشاة اللواء رجب برفقة كل من وزير الدفاع الأسبق اللواء محمود الصبيحي واللواء ناصر منصور هادي، قائد القوات الخاصة وشقيق الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، في بلدة العند شمالي محافظة لحج (جنوب)، خلال قيادتهم معركة ضد قوات الحوثيين.
وتوجه وفد مكوّن من شخصيات اجتماعية وشيوخ قبائل إلى العاصمة صنعاء (شمال) الأسبوع الماضي، للمطالبة بإطلاق سراح اللواء رجب، الذي لم يُطلق سراحه في الدفعة الأولى التي أعلنت عنها الحكومة الشرعية والحوثيين منتصف أبريل الجاري.
وقال رئيس لجنة شؤون الأسرى لدى جماعة الحوثي عبدالقادر المرتضى، في مؤتمر صحافي اليوم الأحد بتوجيهات "من قائد الجماعة عبدالملك الحوثي، تم إطلاق سراح الأسير اللواء فيصل رجب إكراما لوفد قبائل (محافظة) أبين (جنوب) ومن معهم من القبائل التي حضرت إلى صنعاء".
وتابع "نؤكد لقبائل أبين أن اسم اللواء فيصل رجب لم يكن ضمن صفقة التبادل المقبلة، وما تم نشره من أكاذيب كان هدفها إفشال مسعى الوفد الذي قدم إلى صنعاء".
وكشف القيادي الحوثي -المنشق- أحمد العماد سبب إفراج الحوثيين عن اللواء رجب وحذر في ذات السياق الجنوبيين من محاولة الحوثي لاغتيال اللواء.
ونقل موقع "عدن تايم" عن القيادي الحوثي المنشق قوله إن "الحوثيين قاموا بإطلاق سراح اللواء فيصل رجب كي يقول الناس أنهم أصحاب عفو والحقيقة هم أخبث مما تتصورون، الآن أطلقوا سراحه وغدا سيصل الجنوب وما هي إلا بضعة أيام وسيلحقونه بعملية اغتيال ويقولون اغتاله التحالف ويشغلون أبواقهم على هذه النغمة أن الحوثيين "عفو عنه والتحالف أغتاله".
وأضاف "فيصل رجب قاتلهم في الحروب الست والحوثيين يحقدون على خصومهم حقد الجمال، جماعة شيطانية خبيثة والدليل على حقدهم أنهم بعد دخولهم صنعاء اعتقلوه وأخفوه ثمان سنوات وبدون أي تهمة أو ذنب.
وتابع "على كل حال المشكلة في الرعاع الذي طلعوا لصنعاء على أساس وفد وهم لا يعلمون البرمة الحقيقية".
والسبت، قال ماجد فضائل وكيل وزارة حقوق الإنسان وعضو اللجنة الإشرافية للتفاوض في ملف الأسرى والمختطفين التابعة للحكومة اليمنية في تغريدة إن الجانب الحكومي ضغط كثيرا لإدراج اسم اللواء فيصل رجب ضمن الصفقة السابقة، "إلا أن الحوثيين رفضوا إطلاق سراحه".
وعُرف اللواء رجب، الذي ينحدر من أبين، كأحد أبرز القيادات العسكرية التي خبرت المعارك ضد الحوثيين في محافظتي صعدة وعمران (شمال)، على مدى قرابة عقدين من الزمن.
وفي 16 أبريل الجاري، أعلنت الحكومة الشرعية اكتمال دفعة أولى من عملية تبادل أسرى مع الحوثيين، شملت نحو 900 أسير من الجانبين، عقب مشاورات أُجريت بسويسرا في 20 مارس الماضي.
وجاء تنفيذ هذه الصفقة بعد نحو شهر من اتفاق الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي في سويسرا على إطلاق الأسرى، برعاية الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي.
ومازال هناك آلاف الأسرى والمعتقلين من طرفي الحكومة والحوثيين، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بشأن عرقلة الإفراج عن كامل المحتجزين.
ويعاني اليمن منذ تسع سنوات من حرب بين القوات الموالية للحكومة، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات الحوثيين، المدعومة من إيران، والمسيطرة على محافظات بينها صنعاء منذ سبتمبر 2014.
وقبل أسبوعين، أجرى وفد رسمي سعودي مباحثات نادرة مع الحوثيين في صنعاء للاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار تمهيدا للتوصل إلى حل سياسي ينهي النزاع.
وتتصاعد بين اليمنيين آمال بإنهاء الحرب منذ أن وقَّعت السعودية وإيران، بوساطة الصين في 10 مارس الماضي، اتفاقا لاستئناف علاقاتهما الدبلوماسية خلال شهرين، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات بين دولتين يقول مراقبون إنهما تتصارعان على النفوذ في المنطقة عبر وكلاء في دول بينها اليمن ولبنان.
*- شبوة برس ـ العرب