خطاب الحاكم البريطاني إلى سلاطين وقبائل حضرموت

وجه حاكم عدن والمحميات الغربية والشرقية خطاباً إلى كل سلاطين وأمراء وعامة الشعب في حضرموت عقب انتهاء فترة الهدنة الأولى التي دامت ثلاث سنوات وقال الكونيل بي ، آر ، رايلي كوالي بريطاني ( حاكم ) ثلاث فترات ممثلاً حاكماً لبريطانيا المملكة المتحدة على عدت والمحميات للفترة من 1930 -1933م والثانية 1933-1937م والثالثة من 1937-1940م قال فيها للحضارم ونصها :-

إلى الأمراء والشعب في حضرموت إني أبعث تحياتي بهذه المناسبة السعيدة عن مد أجل هدنة عامة لمدة عشر سنوات فالهدنة المبرمة لمدة الثلاث السنوات في تاريخ 18 ذو القعدة سنة 1355ه‍ قد انقضت الآن فتلك الهدنة أوقفت المقاتلات المهلكة المزمنة التي كانت وصمة عار على حضرموت لمدة عصور كثيرة وجلبت أماناً وتقدماً للبلاد وقد ساعدت حكومة جلالة الملك السلاطين في المحافظة على هذا الأمان بواسطة اتخاذ الأعمال التأديبية عند اقتضاء الحاجة لذلك ولجلب الرفاهية لبلادهم بتشجيع مشروعات زراعية وغيرها من تحسينات وأعطت الحكومة قرضها 15000 جنيهاً.

ترغب حكومة جلالة الملك رغبة خالصة في استمرار هذا الأمان والتقدم وتحسين حالة شعب حضرموت وإنما لكي يتمتعون بفوائد كاملة من مشروعات التحسينات المتنوعة التي تعهد بها السلاطين بمساعدة حكومة جلالة الملك وبنصيحة المستر انجرامز المستشار المقيم أنه لمن الضروري عمل هدنة لمدة طويلة ولذلك فحكومة جلالة الملك وافقت على عمل هذه الهدنة من صميم قلبها ونتمنى لها التوفيقات في أثناء هدنة الثلاث سنوات التي انقضت الآن كان من الواجب القيام بإجراءات تأديبية قليلة على قبائل متمردة للمحافظة على الأمان ولكنا نؤمل أن هذه الإجراءات لن تدعو لها الحاجة في المستقبل وعلى كل حال تنظر حكومة جلالة الملك إلى أب مخالفة تحصل في الهدنة بعين ملئها السخط على الناكثين.

وأني أؤمل بجد أن شعب حضرموت سيعاضد معاضدة قبلية مع السلاطين ومستشارهم المقيم المحافظة على هذه الحقوق وأن يعملوا بكل مافيه السعادة العامة لبلادهم وأني أشعر بثقة أنهم سيحصدون بوفرة ثمار هذا الأمان الذي لم يكن له وجود من مدة طويلة .

وقد أفاد المستشار المقيم في المكلا أن مدة هدنة الثلاث السنوات التي أبرمتها زيادة عن 1300 قبيلة وفخذ قبيلة في حضرموت ستنقضي في تاريخ 1 شهر ذو الحجة من هذه السنة وإنما مد أجلها السلطان القعيطي والسلطان الكثيري بمساعدة حكومة جلالة الملك لمدة عشر سنوات أخرى فإشهار هذا المد صادف موافقة عمومية على الغالب في حضرموت لأن كثيرون من القواد القبيلية وغيرهم من الزعماء قدموا التماساً للمستشار المقيم باستمرار الأمان وفي المدة الأخيرة صارت حضرموت خالية جداً من الربشات ماعدى بعض هجمات عملتها عصابات سرق من الحموم في الجهة الشرقية وفي جملة معارك قصيرة أظهرت حديثاً عساكر سمو السلطان الشحر والمكلا المدربة شجاعتها وبسالتها بهزم هذه العصابات وحكومة المكلا زيدت رسوم الجمرك من 40,5 في المئة إلى 12,5 في المئة لاستخدام جيوش زائدة تكون كافلة لحراسة الطرقات بصورة وافية.

(من ترجمة المعاهدات البريطانية والمراسلات مع حكام جنوب شبه الجزيرة العربية 1802-1967 كتاب للمؤلف سالم علي بن حلبوب 2018م )

#علوي بن سميط