حديث رشاد العليمي للعربية اليوم الإثنين قبل ساعات، يعكس الوضع الهش لسياسة مجلس القيادة ،ليس على صعيد مواجهة الح وثي بل وفي كيفية إدارة هذا الملف ،وتقديم الإجابات المقنعة للأسئلة المطروحة حول التصعيد الح وثي وصمت السلطة إزاءه ، وعلاقة سلطة صنعاء بالقاعدة والتخادم بينهما ، وكسر الهدنة من طرف واحد.
مجموع هذه القضايا وغيرها الكثير، تم التملص من الإجابة عنها، مكتفياً بإجابات هروبية ليست إلى الأمام كما يفعل عادة السياسيون، بل التقوقع في شرنقة التبرير والدوران حول تقديم شهادة مطعون بصدقيتها ، عن حلم وصبر المجلس الرئاسي ،وصمته عن الممارسات الحوثية خطة رئاسية ذكية لكشف هذه الجماعة للداخل والمجتمع الدولي ، وتبيان طابعها المعطِل للهدنة والسلام، ونهجها الحربي غير المتجاوب مع أفكار الإنخراط في مسار الحل السياسي التفاوضي.
أعترف العليمي في حديثه اليوم لقناة العربية، بأن هذا المجلس الرئاسي موثق اليدين مشلول الإرادة، مرتهن بالكامل في كل خُطَاه لخارج يرسم مسارات السياسة ومآلات الصراع في اليمن دون أخذ بالإعتبار الإحتياجات الوطنية الموضوعية، وأن تشكله هو واجهة إسمية لتمرير تسوية غير متكافئة، تستوعب تفاهمات إيران والرياض ورباعية دول القرار فقط لا غير، وأن دوره هو إعطاء صفة مزورة تحت عنوان الحل اليمني اليمني لتسوية لا علاقة للرئاسي بها.
الطبيعي حين يطلب رئيس دولة مقابلة من قناة تلفزيونية وهو ما طلبه العليمي من القناة ، يكون لديه ما يقوله من رسائل موجهة لعديد من الأطراف ، وأنه على وشك أن يخطو خطوة مصيرية حاسمة لقلب الطاولة، وإحداث فارقاً إستراتيجياً إذا لم يتم إستيعاب مطالبة ، وإعادة تقويم جميع المحطات التي مرت ، بما يستجيب مع رؤيته لماهية الصراع وآفاق الحل ، وهو ما لم يكن العليمي في جعبته أياً من هذه الرسائل والإشارات ، فكل ما إحتوته المقابلة محاولة لإعادة تسويق نفسه للداخل الشجر المتبرم ، وتقديم لغة تبريرية تدعي الحرص على السلام من موقع الضعف لا القدرة ، ولا تقنع أحداً بسلامة التدابير والمواقف المتخذة.
حديث العليمي مع العربية يتساوى فيه الكلام غير المنتج والصمت، أي تحدث حوالي ساعة حديثاً مرسلاً ولم يقُل شيئاً.
خالد سلمان