حاكموا دولة معين

في صورة هزلية علمنا ان دولة معين عبدالملك (وجه) القضاء بمحاكمة القائد المقاوم عبدالناصر ابو همام (بتهمة وقوفه ضد الفساد)، وهي حركة (دحبشة) ذكية من دولته ليتحول الامر من المطالبة بمحاسبة الفاسدين الى الدفاع عن ابي همام. ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد سبق لدولته ان وجه في نوفمبر ٢٠٢١م بمحاكمة الاخ صالح الحنشي لانه تطرق في كتاباته الى فساد حاشية مكتب دولته، وكان الهدف هو نفسه، إلهاء الناس بقضية صالح الحنشي عن فساد جماعة دولته، وقد نجح في ذلك وبلعنا ألسنتنا ولبسنا طاقية (الجبن) وسكتنا.

لا داعي لذكر بطولات ابو همام، فقد اصبح يعرفها العدو قبل الصديق، لكنا لم نعلم شيئا عن مواقف بطولية لمعين سوى ما قيل عن جلوسه في (خيمة توكل) ايام ثورة شارع الستين في صنعاء والتي كشفت خبايا الاحداث انها لم تكن ثورة، بل كانت (مؤامرة) استثمرت حراك الشارع الجنوبي ضد وحدة الضم والالحاق واستثمرت معاناة الناس التي لا وجه للمقارنة بينها وبين معاناة اليوم في عهد سلطتكم البائسة. لو لم تكن تعلم انكم مجرد متكسبون (تلقطون) دولاراتكم الشهرية بانتظام وتؤمنون مستقبلكم واولادكم وحواشيكم وتسبحون في بحر من الفساد لكنت طلبت من قاضي تحقيق ان يقاضيكم عن كل ما تناولته الاقلام حول الفساد لتبرؤا ساحتكم وتظهروا نظافة ايديكم. لو كنت على ثقة من طهارة حكومتك لأمرت بالتحقيق مع كل وزير او موظف من حاشيتك اتهم بالفساد بدلا من محاولة استخدام القضاء كهراوة لحماية الفساد. اعقلها وتوكل يا معين بيك، اما افتح تحقيق في كل صور الفساد وكن اول من يذهب ليبرئ ساحته، او اعلن استقالتك كما يفعل رؤساء الحكومات الشرفاء، (اقطب) والرزق على الله، (فلو دامت لغيرك ما وصلت إليك).

*- محمد عبدالله الموس