المؤمن لا يلذغ من الجحر مرتين

2013-07-10 08:42

أحسد الرئيس عبدربه منصور هادي على تفاؤله الكبيررررررررررررر بنجاح الحوار على الرغم من أني لم أراه في أروقة جلسات الحوار مشاركا الا مرتين ولمدة لا تقل عن ساعتين ، وما ينقل له ربما عكس ما هو واقع داخل أروقته

.. تفاؤل الرئيس المفرط بنجاح الحوار ربما مصدره الامانة العامة او المقربين منه او المشاركين بأسم قائمته في جلسات الحوار الذي أشارك فيه ضمن فريق القضية الجنوبية .. واذا كان الرئيس هادي بهذا التفاؤل فأني ساورد عدد من الأمور التي لا تجعلني بحجم تفاؤله

 

- كيف تتفائل أخي الرئيس وأنت تعلم أن غالبية الجنوبيين رفضوا التصويت على القرارات التي خرجت بها الفرق الست الاخرى بإستثناء فرق القضية الجنوبية وصعدة وبناء الدولة ، وأن التقرير الذي صادق عليه المشاركون جاء بالتوافق

ومشروط في نهايته بشكل صريح أن كل ما ورد لا يعتبر نافذا مع التأكيد على ضرورة ( عدم تعارض ذلك مع ما تتوصل اليه فرق القضية الجنوبية وقضية صعدة وبناء الدولة من حلول ونتائج وتوصيات ) ، وهذا يعني أن كل ما ورد في التقرير لا يمكن أن يكون نافذا اذا لم يخرج فريق القضية الجنوبية بحل عادل يقبل به أبناء الجنوب وفقا لقرار مجلس الامن الدولي الداعم للألية التنفيذية .

 

- كيف تتفائل أخي الرئيس وأنت تدرك أكثر من غيرك أن النقاط العشرين التي قدمت لفخامتكم من قبل اللجنة الفنية الحوار وقلت حينها أن كثير من النقاط بحاجة الى إالتزامات مالية وأنك لا تستطيع إصدار قرارات بشأنها ما لم تكن هناك أموالا لدفع التعويضات المترتبة لتنفيذ عدد من النقاط ، فهل تعتقد سيدي أن الحكومة التي شكلت من قبل أطراف الصراع القديم الجديد سينفذون ما عجزت أنت على تنفيذه مما تبقت من النقاط العشرين والتي قدمت لكم منذ عام تقريبا والنقاط الـ 11 التي سلمت لكم منذ بدء إنطلاقة الحوار في 18 مارس الماضي ، وللأسف جرى تحدي أحد أهم النقاط وهي وقف كافة المناقصات النفطية حتى ينتهي الحوار ومعرفة شكل العلاقة بين الشمال والجنوب ، ومع هذا رمي بهذا الشرط عرض الحائط وجرى الاعلان عن فوز عدد من الشركات النفطية الجديدة.

 

- كيف تتفائل أخي الرئيس ونحن في فريق القضية الجنوبية لم نستطع حتى الان النزول الى الجنوب لان كثير من أخواننا الشماليين في الفريق يتخوفون من ذلك خوفا من ردة فعل الشارع هناك كما حدث لعدد من الفرق الاخرى ، على الرغم أني ما زلت مقتنعا من أن النزول الى الجنوب والاستماع للناس أمر حتمي وضروري أذا أردنا إحترام إرادة الناس هناك والتي ذاقت كل أصناف الذل والمهانة والاحتقار والنهب المنظم الذي وصل حد إبتلاع كل مقدرات الجنوب من قبل النظام السابق وشركائه الذين لبسوا ثوب الثورة ويستعدون للوثوب الى السلطة عبر شرعية الحوار الوطني و" كلفتته " للوصول الى صناديق الاقتراع كما يعتقدون .

 

- أخي الرئيس كيف تتفائل من نجاح الحوار وخمسة من المشاركين من أخوتنا الشماليين في فريق القضية الجنوبية لا يشاركون بفاعلية او إنسحبوا بدون إشعار وهم : نبيل الباشا - المؤتمر الشعبي العام - نقل الى فريق أخر ولم يستبدل بأخر ، محمد قحطان - الاصلاح - نقل ليحل محل عبدالوهاب الانسي في رئاسة المؤتمر ولم يستبدل بأخر ، علي البخيثي - أنصار الله " الحوثي " جرى نقله الى فريق صعدة ولم يستبدل بأخر ، علي عبدربه العواضي - من قائمة الرئيس - والذي علقت عضويته ولم يطرد من الفريق لتستره على أحد أقاربه والمتهم بقتل الشهيدين حسن جعفر أمان وخالد الخطيب ، ياسر العواضي - المؤتمر الشعبي العام - المختفي عن الحوار منذ أكثر من شهر ونصف ولم يستبدل بأخر ، وأخيرا كما قيل لنا عن تعليق الزميلة بلقيس اللهبي - منظمات المجتمع المدني - نائبة رئيس الفريق عضويتها ومشاركتها لاسباب غير معلنة .. فكيف سنتوصل للحلول في فريق القضية الجنوبية والحالة على هذا النحو من التسيب واللامبالاة وغير المبررة ومن طرف واحد - الجانب الشمالي -    

 

أخي الرئيس أقول هذا ونحن في أول أيام شهر رمضان المبارك ، ومن قلب صادق أقولها الى رجل صادق كما عرفتك منذ عودتي قبل عام من بريطانيا الى اليمن للمشاركة في التحضير ضمن اللجنة الفنية للحوار في الوقت الذي كان الكثير ممن تثق بهم رافضين للحوار ، أقول وبصدق بأن الحوار مهما بلغ مستوى تفاؤلك بنجاحه إلا أني ومن واقع الممارسة اليومية أراه يسير بإتجاه الالتفاف على القضية الجنوبية لفرض أمر واقع ممن يعتقدون أنهم سيحشروننا بالوقت الضيق للقبول بأي حلول بحجة أن الوقت لا يسعف الجميع .

 

ولكني على يقين بأن أي جنوبي سواء في فريق القضية الجنوبية او الفرق الاخرى في الحوار او حتى من هم خارج الحوار لن يجعلوا فرصة هذا الحوار تمر دون إسترداد الحق الجنوبي بما يرتضيه الشارع في الجنوب وحده . . فالمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين .

 

والله من وراء القصد وشهر مبارك