* بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، وكما تابعنا فهو جاء بإملاءات سعودية صرفة ، وحدث هذا بعد أن ضاقوا ذرعاً بالسلطة الشرعية ، وربما لحسابات تخصها ، وجائز جداً بإملاءات فوقية عليها ، والشارع اليمني هلّل بإزاحة كابوس الشرعية ، وتحديدا أهل الشّمال ، وفي جنوبنا ، ولأثر المفاجأة من قلع الشرعية ، فقد تعاطى الشارع بما يشبه تبعات الخَظّة المفاجئة ولكن بطعم مايفترضه شِركاً دُبّر بليلٍ.
* شارعنا الجنوبي إستوعب مبكراً منهاجية الأداء السعودي معنا منذ بدايات تحريرنا لجنوبنا في أغسطس 2015م ، وحينذاك تسلّط الإخوان / الإصلاح على كل مفاصل البلاد ، ورغم تعيين قائدنا عيدروس وأحمد بن بريك محافظين لعدن وحضرموت، ولكن كل الأمور بما فيها حتى تسلم وتوزيع الدعومات الخارجية لشعبنا المنهك والخارج من الحرب ، فقد سيطر عليها الإصلاح بإيماءة سعودية ، ولذلك ظهر محافظينا الجنوبيين ومدير أمننا مشلولين أمام التروس القوية في ماكنة الإصلاح المحركة لكل شيئ في البلاد .
* حينذاك أدركنا مبكراً بأن الرياح تجري ليس بحسب ٱمالنا ، وحزّ في نفوسنا كثيراً بأننا دفعنا كُلفة كبيرة من الشهداء والجرحى في الحرب ، حتى ملف إعادة الإعمار توارى وإختفى ، وكانت عدن مثخنة بجراح الدّمار الذي طالها ، ورافقه التّردي الكامل في كل الخدمات كالكهرباء والمرتبات والمياه والغلاء وخلافه ، وأيقَنّا بأننا ولجنا في فخّ مُحكم التدبير .
* اليوم جنوبنا محرّرا عدا مكيراس ، ومستعدون لتحريرها في يومين أو حتى ساعات ، لكن المملكة تفاجئنا بفرض حكاماً في توليفة هذا المجلس الرئاسي الذي يرأسه الشمالي العليمي ، وبأغلبية ذات توجه شمالي ايضا ، فلماذا يحكم الشماليون جنوبنا المحرّر وكل أرضهم محتلة عدا نتفين محررين في مأرب وتعز ؟ ونحن قدمنا قافلة طويلة من الشهداء والجرحى ، والشمال ليس لديه حتى صفحة ورق واحدة بشهدائه طوال الحرب ! فهل ليس في الجنوب رجالا وقادة يحكموه ؟ أو هو قاصر ؟ أو أنّ المتصدّرين للمشهد الجنوبي لايتوافقوا والهوى السعودي الذي يريد أتباعاً وإمّعات وحسب ! أو أنّ السعودية تُصرٌ على تكريس هيمنة الشمال الخائب والتّابع المتخلف على جنوبنا المحرّر وفق قراءات وأهداف تخفيها أجندتها ؟!
* بأي منظارٍ ياترى تقرأ المملكة مسألة الإنصاف في هذه الحال ؟ ألم يكن أجدر بجنوبنا المحرّر أن يحكمه جنوبي من أهله ؟ ولابأس بمجلس رئاسي ولكن بأقلية شمالية بحسب جغرافيتهم المحررة في تعز ومأرب ، ثم لماذا لم تحرك السعودية ساكناً إزاء قوات الشمال النائمة في تخوم النفط في جنوبنا طوال الحرب ، وهي رفضت التصدّي للحوثي عندما إحتلّ بجوارها ثلاث مديريات في شبوة ، وإحتل مديريات في مأرب ، وهدّد حتى بإحتلال مأرب ذاتها ! وهذه هي القراءة والنّظرة المجحفة لدى من نفترضهم أشقاء وغير ذلك كثير ايضا ولاشك .
* اليوم من توليفة المجلس الرئاسي من يفجّر قنابل التّحشيد العسكري في جنوبنا ، وهذا خطر ولاشك ، فلماذا ياترى ؟ وأين سيقاتل بهم ؟ ثم ألم يكفهِ ماخسرناه من شهداء وجرحى وهم لم يخسروا شيئا البتة ؟ فأين هي السعودية من هذا المخطط والألغام التي يحشرها سليل أسرة المأفون عفاش في أرض جنوبنا ؟ وأين هو المجلس الرئاسي من ذلك ؟ فالمسلك السعودي معنا وبعد كل ماأجترحناه في الحرب ، هو مثل من يضع الأشواك والمسامير في طريق من قدّموا له كل الخير والجميل ، وأداء الشمال معروف طوال سبع سنوات حرب والمحصلة أنه محتل ، كما شعب جنوبنا يجيدُ قراءة مابين السطور وما وراءها ايضاً ، أليس كذلك ؟!
✍️ علي ثابت القضيبي .
الخيسه / البريقه / عدن .