عودوا ورتّبوا بيتنا من الدّاخل

2022-04-14 17:28

 

* إنفضّ مولد المشاورات في الرياض، وفي بيانها الختامي كان لجنوبنا نصيبه المرضي بالنسبة لما يعني تطلعاتنا المشروعة، ويبدو أنّ كثيرين من الجنوبيين لم يستوعبوا جيدا خلاصة ما أفضت اليه المشاورات، فهناك من يولولون وينوحون بأنّ الجنوب وقضيته ذهبا أدراج الرياح، وهكذا إتّصل بي كثيرين من المتحمسين لجنوبنا حدّ الوله، فقد كانوا محبطين تماماً، والواقع هو ليس كذلك، ولهؤلاء أقول: تأمّلوا جيداً في أهداف المشاورات وغاياتها، وتأمّلوا في بيانها النهائي جيداً.

 

* صاحب المعالي رشاد العليمي، وبعيداً عن النّبرة الإستخفافية من البعض – هذا من تعيييز – كما نعته البعض بسخرية، أو أنّه من أذناب عفّاش ، والواقع أنّ الرجل ملئ موقعه ، أو ملئ هدومه بحسب أشقائنا المصريين ، وهو رجل صلب المراس بالمعنى الحرفي للكلمة ، ولائحة خبراته مُتخمة بالعمل بكل جدارة ، حتى وإن كان ذلك في عهد الٱفل عفّاش ، ولكنه رجلٌ يُحسبُ حسابه ، ودعونا من التّندر النّزق والمُستخف بالٱخر ، وأشعر أنّ (البلاد عموماً) ستشهد قفزات نوعية في عهده على كل الصعد ، وهذا هو المهم الٱن .

 

* الأكثر أهمية بالنسبة لنا كجنوبيين هو أن نعيد لملمة الأوراق وترتيب بيتنا الجنوبي من الداخل ، وهذا على عاتق قيادتنا في الإنتقالي ، وكذلك بقية المكونات الجنوبية الصادقة في تطلعاتها لإستعادة دولتنا الجنوبية ، أمّا البقية – المكونات المدسوسة والمفرّخة – والتي تظهر عكس ماتبطنه ، فهذه بالضرورة إتّخاذ موقف محنّك في التعاطي معها في قادم الأيام ، والأهم هو ضرورة إجراء حوارات جادة وصادقة للملمة الصف مع المكونات والشخصيات الجنوبية الصادقة لتوحيد الصف والموقف .

* بعد ذلك على قيادتنا أن تبدي كل الإهتمام الجاد بكل أدواتها الفاعلة ، وأولها الإعلام ، فهو المعني ببلورة الرأي العام وحشده خلف مجلسنا الإنتقالي ، وهنا عليها إعادة النظر في تشكيلة القائمين على هذا الجهاز المحوري ، ولأنّ الأداء الغالب له الٱن هو إرتجالي متخبّط ، بل وذو نظرة قاصرة ضيقة ، كما لايفرق بين ماينفع الإنتقالي ومايضره ، مثلاً: نشرت صحيفة نقابية محسوبة على الإنتقالي قذفا علنيا فجاً لنقابي إنتقالي بحق مديره ، وكان المفروض عدم النشر إعلامياً ، لأنّ القذف مُدان قانوناً ، وبذلك أصبح هذا القذف المنشور إعلامياً مستمسكا قويا بيد المدير ضد النقابي الإنتقالي ، وهذا دليل على الحمق وقصر نظر بعض القائمين على إعلام الإنتقالي!

 

* في نفس السياق – الإعلام – ، من المهم إحتواء كل الكادر الجنوبي والنخبة الصّفوة في الرأي والفكر أمثال الأستاذ عبدالقوي الأشول وصلاح السقلدي والدكتور عبدالله صالح عبيد وقاسم عبدالرب العفيف وغيرهم ، وهؤلاء جنوبيون حتى العظم ، وهم نافعون جدا للجنوب وقضيته ، ولكن لضبابية الرؤية لدى القيادة ، فهؤلاء وأمثالهم مغيّبين تماماً عن كل هيئات الإنتقالي وأطرها .

 

* نفس الحال للكادر الجنوبي العدني ، وبسبب إقتصار وتكثيف التعاطي مع جغرافيا جنوبية بعينها ، فقد حُرمت كوادر ونخبة عدن الهائلة من المثقفين والحقوقيين من الحضور بفعالية في مشهد الإنتقالي وأنشطته ، وهم يموتون ولها في الجنوب ويذودون بأرواحهم عن قضيته ، ولكنهم مغيّبين الى حد ما في كل هيئات الإنتقالي ، كما بالضرورة إعادة النظر في كل هيئات الإنتقالي ، خصوصاً بالنسبة للمنتمين في أحزاب الضد من الجنوب وقضيته كلإصلاحيين والعفاشيين ، ومن غير المنطقي وضعهم كقياديين في هيئات الإنتقالي ، حتى ولو كانو جنوبيين ، فهم عبثوا كثيرا في الأداء في الفترة المنصرمة ، واللجان المجتمعية التي تشكّلت على أيديهم خير دليل ، وبالضرورة أن تفيق القيادة ، فالمرحلة حرجة ، وبحاجة الى الأداء بحنكة ومثابرة وبعد نظر ايضاً ، أليس كذلك ؟

 

علي ثابت القضيبي .

الخيسه / البريقه / عدن .