لطالما اعتبرنا أن الحرب- أية حرب - ليست إلا مجلبة للدمار والمآسي والتشظي، ومنها الحرب الدائرة هنا منذ سبع سنوات. فالحوار يظل هو المخرج والوسيلة الأخلاقية المُـثلى لتفادي الحروب ووقفها. ولكن لن يكن الحوار ذو جدوى إن لم يكن له ضوابط محددة ومحاور وأجندة واضحة متفق عليها مسبقا ومن ثم تُناقش بوضوح دون كولسة، وبعيدا عن أساليب الاحتيال والتضليل أو انتحال لاسم القضايا، وأن يكون ذلك على طاولة حوار (مستديرة) لا مستطيلة.
ونحن هنا بصدد الحديث عن حوار الرياض (المفترض)، فباسمي وصفتي الشخصية أقرنُ تلبية الدعوة السعودية التي تلقيتها اليوم لحضور ذلك الحوار بالمحددات آنفة الذكر بما يخص القضية الجنوبية كيلا نكون شهود زور أو بائعو أوطان وسماسرة تضحيات ودماء، ما دون ذلك فلست معنيا باية مخرجان لهذا الحوار وبالذات بما سيتعلق بالقضية الجنوبية.
لا يليق بالمرءِ ان يكو شيكا على بياض لأحد، او ديكورا فوق منضدة، و كمالة عدد بقائمة كشوفات الضيوف، وبالمقابل لن اقف بوجه كل مسعى وحوار يهدف لوقف هذه الحرب المدمرة التي طالما دعونا لوقفها حقنا للدماء التي تنزف بغزارة، ووضع حدا للمعاناة التي يكابدها البسطاء منذ سنوات، والتوجه وبالتالي صوب طاولة حوار حقيقي ولن ندير ظهورنا لاي جهد او مبادرة محلية او اقليمية او دولية تسعى لتحقيق هذه الغاية الوطنية والانسانية.
والله من وراء القصد.