اتابع بأهتمام مجريات المفاوضات في ( فينا) وما يرشح عنها من اخبار وتسريبات مُبُتَسَرة ولكنها تشي ببعض الايجابيات رغم كل حجب الشك والقلق .
وعن هذه المفاوضات الطويلة والمضنية فهناك طرف واحد يشكل الثقل في القبول او الرفض ، وهي الولايات المتحدة الامريكية ، التي لها الكلمة الفصل .
وعن ( الكلمة الفصل )فحت فيما يتعلق باوكرانيا فقد نوهت روسيا الاتحادية في ان الحوار يتركز مع امريكا ، فهي التي في الاخير سترغم اوروبا ودول حلف الاطلسي على قبول اي تسوية فيما يتعلق بالقضية الاوكرانية . امريكا تستطيع ان تضمن الهدوء في العالم من اقصاه الى اقصاه ولكن المصالح تقتضي ان يبقى العالم في حالة تخاصم .
نعود الى انعكاسات حوارات ( فينا )على حرب اليمن ، فما يجري في اليمن والعراق من عنف في المواجهات واطلاق الصواريخ البعيدة والمسيرات فهذه التطورات هي من مؤثرات الحوار فكل دولة تلعب باورقها
المؤثرة لتملي او تمرر بعض شروطها . ولقد كنت ولا زلت اعتبر ان انقطاع الحوار مع الجارة المهمة( ايران ) حالة من العجز الذي لا يبرر ، بينما والعالم كله يتفاوض ويتزاور ويتحاور حتى في اوج التوترات وفي خضم الحروب والمواجهات .
ولقد شعرت بحالة من الطمأنينة في ان دولة ( قطر ) تسعى جاهدة لتقريب وجهات النظر بين كل من امريكا وايران بل بين كل من ايران ودول التحالف واثمرت هذه الزيارات المتبادلة ، ان استقبل أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الاثنين، الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، بالدوحة، في أول زيارة للأخير إلى دولة خليجية، حسبما أفادت قناة الجزيرة القطرية. لن يعود ( رئيسي ) من الدوحة خالي الوفاض ، حيث وان الزيارة سبقتها زيارة سمو امير قطر الى طهران ، ومثل هذه الزيارات كانت متوقفة دون اي مبرر .
ومن الرائع ان أدلى وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أن بلاده تتطلع إلى جولة خامسة من المحادثات مع إيران، معرباً عن أمله في أن تبدي الأخيرة "رغبة جادة في الحل". ان توقعات الكثيرين من الخبراء والمحللين في ان محادثات جنيف سوف تفضي الى اتفاق ، وهذا الاتفاق سوف يساعد على ان تخف حدة المعارك الضارية في اليمن .
على ان هذه الحرب قد استنفذت اسبابها ومبرراتها بل انني لا اجد للحروب مبررات واسباب طالما وهناك فرص التحاور . فالحروب هي تعبير عن فشل التحاور والافتقار الى الحكمة والاناة وتغليب الصرعة .
فاروق المفلحي