الإقليم وتبعات الإنصياع للٱخر

2022-01-31 15:08

 

تتلبّد فضاءات الإقليم بسحبٍ مكفهرّة بعد إجتيازها من درونزات الحوثي، وهي أشعلت أهدافا في ضواحي أبوظبي، مايعني أنّ هذا تطور جد خطير وطفرة على مجريات الحرب، وربما جاء ذلك على خلفية مسح العمالقة الجنوبيين المدعومين إماراتياً للوجود الحوثي من شبوة كما قرأهُ البعض، وأياً كان، فهذا مؤشر على مٱالات ربما تكون أكثر سخونة قد تشهدها المنطقة في المدى المنظور.

 

تعاطى الإقليم بإستخفاف مع شكاوى جنوبية من أداء الجيش الوطني للشرعية ، وهذا يقودُ الإخوان معظمه ، وراجت فيديوهات عن ضبط نقاط حضرمية لشاحناتٍ قادمة من خارج البلاد ، وعلى أساس أنها تحمل مؤونا مرخصّة لتجارٍ من صنعاء ، لكن في التّبطين الأسفل لها تخبّأت مُسيّرات مجزّأة ، هذا يعني أنّ عديد من هذه الشّاحنات مرّت بنقاط جيش الشرعية في حضرموت الوادي بعلمهم ايضاً، لكنّ الإستخبارات العسكرية للإقليم وحتى قيادته أداروا ظهورهم لكل ذلك بكل أسف !

اليوم تأخذ الحرب مع الحوثي / إيران منحىً دراماتيكياً حاداً بإتجاه جغرافيا الإقليم ، وهذا يفصحُ عن مُتغيّراتٍ ربما تكون أكثر حِدّة وتأثيرا على جوانب إقتصادية وديموغرافية وأمنية وخلافه هناك ، وعلى الصعيد الإقتصادي للإمارات ، فقد أورد الخبير المصري علاء فاروق الباحث في العلاقات الدولية: (إنّ الأزمة الكبرى هي هزٌ صورة الإمارات وإنهيار قطاع السياحة) خبر / الأيام عدد 22 يناير 2022م – ، أي من الجائز أن تصبح المدن والأبراج هناك مجرد أطلال وخرائب ينعق عليها الغراب والبوم ، وهذا إذا تكرّرت هذه الضربات المجنونة للحوثي وطالت المدن .

  * لقد تلاعب الإخوان وتغاضى التحالف، وصيرورة الأحداث وتقادمها رجّحت كفّة الحوثي ميدانيا، وفي الجنوب هنا تجرّعنا مرارة الخوض والسّحق بسيناريوهات الإنهاك والتّجويع من سلطة الإخوان، وبلغ حالنا حدّ الشحاذة، والكلٌ صمت على سلطة الإفك الشرعية بعرّابيها الإخوان، مع أننا الأكثر وفاءً وصدقيّةً لإخوتنا في الإقليم، واليوم يتكشّف الواقع عن تغوٌل إمكانيات الحوثي وصفاقته الى حدّ توجيه صفعاته الموجعة للشقيقة الإمارات، ولاندري من سيكون التالي ياتُرى ؟

  * في الواقع لم تأخذ هذه الحرب شكلها الجِدّي بعد بدء خوضها بستة أشهر، مع أن للإقليم قدراته العسكرية المتفردة ، ولكن بدى واضحاً أن ثمّة إملاءات تُفرض عليه وتَرسم إيقاع وقعها ، وإتّضح هذا جلياً بعد إتفاق أستوكهولم للحديدة ، وحدّث ولاحَرج عن الأداء المسرحي لجيش الشرعية الإخواني في تخوم الشمال ، ناهيك عن تمثيليات الإستسلامات الهزلية للحوثي بالعتاد المقدّم كدعم من الإقليم ، والمؤسف أن الإقليم لم يحرك ساكناً إزاء كل ذلك ! ولذلك تدخل هذه الحرب الكذبة عامها السابع بدون محصلة تُذكر، بل بتبعاتٍ سوداء وخيمة على الإقليم ذاته ايضاً.

 

يُقال: (أنت حيث تضع نفسك)، وهذا واقعي، فهل تراخي الإقليم فيما ذكرناه سلفا يضعه اليوم تحت رحمة نَزق وطيش الحوثي / إيران؟ هذا جائز جداً كما يتضح، أليس كذلك؟!

    علي ثابت القضيبي

   الخيسه / البريقه / عدن .