الإرهاب الحوثي وأفعاله الأخيرة بحق الإمارات، لن تثني أبوظبي عن القيام بواجبها المشروع دفاعا عن الأمة العربية ، هذا ما يستوجب عليها الوقوف الى جانب الشعب اليمني لاستعادة دولته واحلال أمنه واستقراره .
لن تخيف دولة الإمارات العربية فرقعات الغدر الحوثية الإيرانية ولا جعجعات قادة هذه المليشيات. فالامارات وشعبها ينتمون إلى أمة لا تخاف إلاّ الله سبحانه وتعالى، وسيبقى توجهها منطلقا من واجبها القومي تجاه حماية الأمن القومي العربي.
لقد قال العالم وكل دوله كلمة واحده” نقف مع الإمارات ونستنكر وندين الإرهاب الحوثي”.
إنها إمارات الخير، التي تحظى بهذا التعاطف والتقدير والتأييد من مختلف دول العالم، شرقها وغربها شمالها وجنوبها،وكأن العدوان الحوثي كان امتحاناً لتأكيد مدى تقدير دول العالم للإمارات، ووقوفه إلى جانبها، ورفضه لما تعرضت له أبوظبي عاصمة إمارات الخير والمحبة والسلام.
أي تقدير هذا الذي حظيت به الإمارات من دول العالم في الوقوف إلى جانبها، واستنكار ما تعرضت له، وتأييد كل الخطوات التي تقوم بها، دفاعاً عن شعبها وسيادتها، وبما يساند حقها الطبيعي في أن ترد على العدوان الإرهابي.
والسؤال ماذا بعد أن عرف العالم اجمع ومجلس الأمن الدولي أن الحوثيين ليس بمقدورهم القيام بهذا العمل الإرهابي لوحدهم، فالجميع يعرف أن الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية اسلحة ايرانية الصنع، وأن من يشغلها ويحدد مساراتها عناصر من حزب الله اللبناني وضباط من الحرس الثوري الايراني وأن التعليمات لشن الهجوم على الإمارات صدرت من إيران، بالتزامن مع المفاوضات النووية الجارية في فيينا.
وبحصيلة سريعه لمواقف دول العالم، رأينا كيف وقفت أكثر من مئة دولة وكامل أعضاء مجلس الامن الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الاقليمية والدولية إلى جانب الإمارات، أنه بمثابة استفتاء على السياسة الخارجية الإماراتية ولمواقفها الدولية والانسانية إلى جانب شعوب العالم ويعكس
نجاح الإمارات في إقامة علاقات متوازنه مع مختلف دول العالم على أساس التعاون البنّاء، والمصالح المشتركة. فمن حق الإمارات أن تفتخر وتعتز بهذا الطوق من التضامن الذي يعبر عن الوفاء والتقدير للإمارات وشعبها وقيادتها السياسية.
فل ننظر إلى موقف مجلس الأمن الدولي بكامل أعضائه وهم يتخذون قرار تاريخي متفق عليه من الجميع لا معترض ولا ممتنع ولا منسحب، في ظاهرة قليلاً ما تحدث في تاريخ التصويت داخل مجلس الأمن الدولي، ونفس الموقف في الجامعة العربية. فالبيان الصادر عن مجلس الأمن يحمل كثيرا من الدلالات ورسائل قوية لأكثر من طرف إقليمي.
ونستطيع أن نستخلص هنا ثلاث ملاحظات متصلة بتطورات الوضع الذي وصل إلى حد تجاوز الخطوط الحمراء اقليميا ودوليا :
اولاً..الاستهداف الارهابي الحوثي للإمارات، من خلال طائرات مسيرة، وصواريخ باليستية، قد خلط أوراق الحرب اليمنية وتشعباتها الاقليمية، وسيفرض بالتأكيد تغيير في الاستراتيجيات العسكرية والتوازنات الإقليمية وأساليب مواجهة الإرهاب على المستوى الاقليمي والدولي. فاقتلاع جذور الإرهاب الحوثي مسؤلية المجتمع الدولي وبالأخص الدول الكبرى
ثانياً..اصدار البيانات والادانات موقف سياسي تتخذ منه بعض الدول وسيلة لرفع الحرج، ومثل هذه المواقف رغم ايجابيتها الاعلامية والمعنوية،إلا إنها لا تقدم ولا تؤخر أن لم تترافق مع إجراءات صريحة وحاسمة وتدخل الدول الكبرى لوضع حد لارهاب عابر للحدود، فالصواريخ والمسيرات الايرانية قد حددت طريقها باستغلال الحرب اليمنية وتصديرها إلى دول الخليج بما يهدد مصالح دول العالم اجمع .
ثالثاً..لقد كشفت إيران عن خططها الإرهابية والمهام الموكلة لاذرعها في منطقتنا، ووصل الخطر إلى الممرات البحرية والجوية في الخليج العربي، فهذه المليشيات لم يعد السكوت عنها ممكناً
*- سفير جنوبي سابق لدى الرياض وموسكو