من سنوات وانا استلهم بعض التصريحات، لاكتب عن تباشير السلام، وفي كل مرة لا تسلم الجرة! والسبب ان هناك من يحاول ان يبقي النيران مشتعلة والسلاح صاحي فلا ينام.
اليوم هذا تابعت الاخبار من الرياض الى طهران، وكلها اشارت فيما يتعلق بالحرب انها ليست الحل. وان الحلول المستدامة تأتي عبر الحوار.
هناك من قد يمثل هذه التصريحات ببوالين الاختبا، وهناك من يربطها بالظروف المواتية لرفع الحصار عن ايران من خلال مباحثات فينا.
ومن يتابع الاوضاع في الجنوب والشمال، يشعر ان هناك ايضا تطورات طرأت على الاوضاع،
فهناك الهبات المتوالية واقواها هبة حضرموت، التي خلطت كل الاوراق، وهناك هبة تتأهب لها المهرة ، حيث اعلن سلطان المهرة عبد الله بن عيسى بن عفرار، عن استلهام ايجابيات الهبة الحضرمية لتشمل ايضا محافظة المهرة .
في الشمال هناك شراسة لا سابقة لها في المعارك وضربات الطيران التي اعادت المشهد الاول، عند اندلاع الحرب قبل ٧ سنوات.
وفي مأرب هناك ايضا معارك شرسة تدور رحاها للسيطرة على - التفاحة المقدسة - ولا زالت الحرب سجال، والموت هو سيد الموقف.
خسرت اليمن من الارواح حسب أخر احصائية قرابة ٣٧٧ الف نسمة. كما ان قائمة النازحين والمشردين وصلت الى ٣ مليون نازح يتبعثرن - كالعهن المنفوش - في طول وعرض الوطن الحزين .وهناك ٢٠ مليون يعيشون على الكفاف .وهذه حرب ( المُنبتْ ) التي لا ارضاً قطع ولا ظهراً ابقى .
ما صرحت به ايران اليوم عبر وزارة خارجيتها يدعو الى التفاؤل، حيث طلبت بدء جولة خامسة من المحادثات مع المملكة العربية السعودية.
اذن هناك بوادر عودة خامسة لمشاورات برعاية العراق، وطالما وهناك حوارات ومناقشات بين الخصوم فلا بد ان تتوطد الثقة وتبتكر القيادات من بين تعقيدات الحوارات بعض الملهمات.
تحدث احد المتخصصين بالحرب الامريكية الفيتنامية وقال ان هناك جهات كانت تتوق الى الانسحاب من حرب فيتنام، فصعب الامر عليهم، ولكي لا يجد الساسة بعض الحرج من اعلان وقفا للنار في فيتنام، فقد اوعزوا بان تبدأ معارضة شعبية طاغية لهذا الحرب، تساهم في رفع الحرج عن الساسة في تدشين الحوار مع ثوار -الفايتكونج - اي ثوار فيتنام ونجحت الفكرة.
ولقد كسبت امريكا السلام وهو اعظم الانتصارات.
في بلادنا العربية لم تجرب مثل هذه التجارب سواء عند ارسال عبد الناصر جيشه للدفاع عن الجمهوريين في اليمن، او عند اندلاع الحرب العراقية الايرانية
التي أوقفها بقرار شجاع الامام الخميني. ولم يكن حينها اي سياسي او ناشط يجرؤ ان ينطق ببنت شفه في اهمية او ضرورة وقف اطلاق النار التي دمرت واوغلت.
هل تتوفر الجرأة لدى قيادات -انصار الله- لاعلان وقفا لاطلاق النار حتى من طرف واحد؟ لماذا اقول هذا؟
لان مجرد اعلان هدنة طويلة سوف تعيد الحياة الى طبيعتها وتعود الاسر المشردة الى حقولها وبيوتها وذكرياتها. وتهدأ الانفس التواقة الى السلام وراحة البال.
فالمجد هو السلام وهي البشرى.
هذه البشرى هي التي يتمناها الاطفال والأمهات، فهم من يدفعون الثمن الفادح لهذه الحرب المتوحشة. لا تسأل القادة عن السلام واهمية وقف المذابح!
فالجزار يكره النباتيين!
بل اسال الاطفال والأمهات والمشردين، فهم من يهمهم السلام وهم ولولا توسلاتهم وتضرعاتهم لخسف الله الارض ومن عليها.
فاروق المفلحي