أمير قطر يعزف عن الحكم‎

2013-06-25 16:14

لم يكن تنازل الشيخ حمد خليفة عن الحكم لصالح ابنه أمراً مزاجياً أو أعتباطياً أتى من أجل الإمتاع والتسلية وإدخال السرور على الابن تميم الذي يأمل أن ينافس أمراء بريطانيا والسعودية والكويت .

 

بل كانت هذه الخطوة المفاجئة والتي لم يسبقها سوى القليل من اللغط الإعلامي عن وجود خلافات بين الأسرة الحاكمة في قطر أدت في بعض حالاتها الحادة إلى صدام مسلح محدود داخل إحدى القصور التابعة لهذه الأسرة.

 

إن إقدام أمير قطر على التنازل عن الحكم لصالح ابنه ربما يطرح أسئلة كثيرة حول مضمون هذه الخطوة وما مدى تأثيرها على السياسة الخارجية في قطر.

 

لا سيما في هذا الوقت الذي أضحت فيه قطر قطب مهم من أقطاب المنطقة العربية وخاصة فيما يتعلق بالربيع العربي وعلى وجه التحديد الثورة السورية التي كانت قطر خير داعماً لها وخير مساند في كل المستويات.

 

في أعتقادي أن أسباب تنازل أمير قطر في هذا الوقت بالتحديد يعود لحزمة من الأسباب لعل أهمها هي :

1- خوف الأمير من الجزاء الذي ينتظره من ابنه على غرار ما قام به هو ضد اباه .

2- أراد الأمير القطري الشيخ حمد أن ينهي فترة حكمه بشهامة ورجولة ولا سيما بعد فترة دعم للثوار العرب وغزة وبعض المناطق العربية الأخرى ؛فهو استبق الأحداث التي ربما تكون سيئة عليه بخطوة ذكية جريئة شجاعة.

3- أصبحت قطر في ظل تواجد الشيخ حمد مستهدفه من قبل أمريكا والغرب عموماً وإيران والأنظمة العربية أيضاً وهو ما استدعى بالأمير لأن يتنازل لتغيير الوجوه والإقلال من تسليط الضؤ على دولة قطر.

4- أكتفى الشيخ حمد بما قام به من مواقف تجاه الكثير من القضايا الإسلامية والعربية وخطوة الاستقالة هذه بمثابة فترة استراحة من عناء الحكم وجهده.

 

وهناك أسباب أخرى ربما لا أحد يعلم عنها شيئاً غير أمير قطر ومن يدور في فلكه ولكن بطبيعة الحال هذه الخطوة التي أقدم عليها أمير قطر تعزز مكانة قطر في ترسيخ الديمقراطية التي يتغنى بها بعض الأمراء والحكام والملوك في فضائياتهم الإعلامية وليس في واقعهم المجافي لهذه التراهات الإعلامية.

 

ربما تكون التهنئة التي تلقاها أمير قطر الجديد من كلاً من السعودية والكويت هي تهنئة فرح وسرور بزوال من يعتقدون أنه يخالفهم الرأي والموقف والاتجاه.

 

ربما يخفى على الكثير مألآت هذه الخطوة ولكن الوقت هو من يبين أنعكاساتها ومامدى تأثيرها على الحكم الملكي الوراثي في الخليج بمجمل عام.