قبيلة الحميقاني ونفقات سلطة الديني‎

2013-06-14 11:31

من كان يتوقع أن تقدم إحدى قبائل البيضاء المسلحة على التجرؤ با لدخول إلى مدينة المكلا عاصمة حضرموت التي تكتظ بالمعسكرات والثكنات العسكرية التابعة لدولة صنعاء بكل سهولة ويسر غير آبهين بخطورة فعلتهم الشنيعة هذه التي تذكرنا بأيام حرب 94 م.

 

لم يكن بمقدور قوات الأمن في مدينة المكلا أن تقوم بجمع أسلحة أفراد هذه القبيلة الذين يتسكعون في مدينة المكلا وكأنهم في إحدى ضواحي محافظة البيضاء القبلية !

 

في رسالة واضحة لكل من يتابع دور هذه الأجهزة الأمنية بأن هذه الأجهزة لا تمتلك القوة إلا على أبناء حضرموت فقط ؛ وأما هؤلاءِ القبليين الحميقيين فلا طاقة لهذه الأجهزة الضعيفة الهينة على مجابهتهم وتطبيق القانون عليهم في منعهم من حمل السلاح داخل المدينة.

 

لعل هذا أمراً يندى له الجبين هل أصبحت حضرموت بهذه السخافة والسذاجة التي تجعلها عاجزة عن حماية أبنائها وأرضها من المتجبرين الذين يعيثون في الأرض فساداً ؟ نترك الإجابة للقراء الأكارم.

 

ربما يكون هذا الأمر غريباً بعض الشيء ولعل أغرب ما في الأمر أيضاً هو أن السلطة المحلية بقيادة خالد الديني أوعزت إلى صندوق النظافة بصرف مبلغ 7 مليون ريال يمني يومياً لهؤلاءِ المسلحين !! وكأننا أصبحنا في حضرة سمو القبيلة السلطوية التي أنهكت اقتصاد البلاد وسخرته لأفرادها ومشايخها الأجلاء !

ماذا يحدث يامحافظ حضرموت ما هكذا تورد الأبل ! بدل ما تعملوا على إيقاف هؤلاءِ الحميقيين والاستيلاء على أسلحتهم قمتم بتقديم لهم جوائز قيمة من أموال حضرموت وحضرموت عموماً بحاجة لريال واحد يسهم في تحسين البيئة الحضرمية ونظافتها .

 

لعل الكرم والسخاوة التي أظهرتها السلطة المحلية تجاه قبيلة الحميقاني لم تكن معروفة لدينا بعض الشيء ؛ لأننا كنا نعتقد أن هذه السلطة بخيلة لا تستطيع أن تقدم أي مال للخدمات الأساسية بالمحافظة .

 

سبحان الله تكرمون الغريب وأهلكم جياع ؛ وأي غريباً هذا ؟ هل هو ضيف محترم ؟ لا بل هو معتدي على حرمة حضرموت- بصرف النظر عن عدالة مطلبه من عدمه- لأن دخولهم لمدينة المكلا وهم مدججون بالسلاح كان خطوة استفزازية لكل من يحمل في قلبه حب لهذه المحافظة اليتيمة المقهورة .

 

لو أفترضنا أن ماقمت به قبيلة الحميقاني هو نفسه قامت به إحدى القبائل الحضرمية ماذا ياترى كان رد السلطة المحلية والأجهزة الأمنية إزاء ذلك ؟ أعتقد بأنهم سيحركون مدرعاتهم ودبباتهم ومدافعهم وحتى طائراتهم للقبض على هؤلاءِ العناصر الحضرمية الخارجة عن القانون وإيداعهم في السجن وتحميلهم غرامة مالية باهظة بدلاً من إعطائهم 7 مليون ريال يومياً !

 

سلطتنا المحلية لم تعد تبالي بأهلها وأبنائها وأرضها ؛ أصبح همها المحافظة على طاعة أوامر صنعاء وعدم المساس بكل ما يرمز لصنعاء وذلك للتأكيد على أنهم ما زالوا وحدويون.

 

هل تعقل هذه الحالة التي وصلت إليها السلطة المحلية بالمحافظة ؟

لعل الحل الأنسب لهذه السلطة لكي تنهض من مستنقع الذل والخنوع هو أن ترحل عن المحافظة بهزليتها وتجعل يدها في يد أبنائها المخلصين حتى يستطيعوا أن ينقذوا ما تبقى من خيرات حضرموت ويحافظوا على أراضيها ؛ ولا شيء أنجع وأنفع للحضارم من تشكيل لجان شعبية تحمي المدن والممتلكات العامة والخاصة لأن سلطتنا الموقرة أنتقلت إلى رحمة الله .