وأنا أبحث في أسباب اندلاع الاحتجاجات في العاصمة عدن والجنوب عامة،
استوقفتني ردود الأفعال الصادرة من الفضائيات والمواقع الإعلامية التابعة لحزب الإصلاح والقنوات الاعلامية المغتاضة من اندلاعها، والتي يمكنا تلخيصها بالتالي:
– لماذا هذه الاحتجاجات، في الوقت الذي انطلقت فيه معارك تحرير اليمن ؟
– إتهام الانتقالي الجنوبي بأنه متفق مع جماعة انصار الله الحوثية لعرقلة تحرير صنعاء فك حصار تعز، ومنع الدفاع عن مأرب من قبل الجيش الوطني
– اتهام الانتقالي الجنوبي بعدم إنزال قواته لقمع الاحتجاحات، وأنه من حرض عليها.
ومع أسفنا لمن يتبنون هذا الطرح في محاولة لخلط الأوراق السياسية والانسانية دون الإشارة إلى حقيقة الحدث والأسباب التي أدت اليه، نرجو أن يتسع صدرك القارئ الكريم ونحن نطرح على تلك الأبواق التساؤلات التالية:
– أين كنتم طوال السنوات الست من سيطرة الحوثي على محافظاتكم ومقدرات مناطقكم؟
– هل مطالب الجياع في عدن وأبين وحضرموت أوقفت أو اعترضت أو منعت قواتكم من التحرك من تعز ومأرب ؟
– هل اعترض الجنوبيون قواتكم في الطرقات وهي تزحف من وادي حضرموت والمهرة وشبوة باتجاه صنعاء لتحريرها ؟
-هل منع الجنوبيون وصول الذخائر والأسلحة والمعدات والأموال إلى قياداتكم وجيشكم الجرار.؟
كل الإمكانيات العسكرية والبشرية والمالية معكم والميدان أمامكم أن كنتم تريدون تحرير بلادكم ، فلا داعي لرمي الفشل والخيانة للوطن على ثورة البطون الخاوية.
أبناء الجنوب وعلى مدى السنوات الست يقدمون الشهيد تلو الشهيد، ويخرجون في مظاهرات حضارية سلمية للمطالبة بصرف مستحقاتهم الشهرية وتشغيل محطات الكهرباء التي يكتوون بنار انقطاعها عام بعد عام، في ظل درجة حرارة تصل فوق الخمسون درجة مئوية.
ثم يأتي من يقول لماذا لا تتحرك القوات الجنوبية للدفاع عن سلطان العرادة ومليشياته الإخوانية في مأرب؟ مع تقديرنا العالي للتضحيات البطولية لأبناء مأرب والقبائل الوطنية التي تواجه ببسالة الغزو الحوثي.
نحن لسنا ضد أهلنا في الشمال، ونعلم أن أكثريتهم يعانون ما يعانيه أهلنا في الجنوب.. ولكن قليل من الواقعية السياسية ووضع الأمور في نصابها .
لقد اطلعنا على تغريدة محافظ تعز وهو يعلن انطلاق ساعة الصفر لتحرير صنعاء.. ونحن نقول ألف ألف مبروك الله يوفقكم فالدفاع عن الأرض والعرض من مسؤوليات أبناءه ..وقد شاهدنا على الأرض قوات العمالقة الجنوبية بقيادة اللواء هيثم قاسم طاهر وهي من تتقدم في المعركة لفك حصار تعز، تلك هي أخلاق وشهامة أبناء الجنوب، رغم ما تردده القنوات الإخوانية التي تقوم مليشياتها في تعز بممارسة فرض الجبايات وسرقة ارزاق الناس … ثم نسمع الأبواق الإخوانية وهي تقول إن ثورة الجياع في عدن عرقلت تحرير تعز وصنعاء والحديدة.. بالله عليكم ألا تخجلون من هذا الهراء والتحريض الرخيص.
كثيرون هم من يتشدّقوا بحب الوطن، وهم ليسوا كذلك على أرض الواقع..”نأمل أن لا ينخدع أهلنا في الشمال بتباكي القنوات الإخوانية ،فالهدف خلط الأوراق ، وخلق صراعات داخلية بدلاً من الحشد والتوجه إلى الجبهات لمواجهة المليشيات الحوثية الإيرانية.
خلاصة القول:
تلك هي مواقف حزب الإصلاح التي تعتمد على ممارسة المراوغة وهي سياسة إخوانية متجذّرة، تقوم على الزيف والخداع والكذب، ومن قبل ذلك المراوغة والانتهازية السياسية المفرطة.