من إرهاب الاغتيالات والتفجير، إلى إرهاب التجويع والخدمات!!

2021-03-11 17:51

 

من جديد يواصل الإرهابيون استهداف الأمن والإستقرار في عدن عاصمة الجنوب .. بل إن إرهابهم أخذ أشكال متنوعة، وقد تكون الأخطر عن سابقاتها. فبالإضافة إلى الاغتيالات والتفجيرات، ظهر أسلوب التجويع، كنوع من انواع الإرهاب، فإذا كان ارهاب التفجير يستهدف مجموعة محدودة، فأن ارهاب التجويع وانعدام الخدمات يستهدف شعب بكامله.

محاولة اغتيال القيادات العسكرية الجنوبية مثير للريبة، ويعتبر برهانًا على مساعي قوى الارهاب للعمل على تكريس المشروعات الإجرامية في الجنوب، في محاولة لتمدّد نشاط بقية التنظيمات الإرهابية على الأرض، وهو ما يُمثّل استهدافًا شاملًا لأمن الجنوب واستقراره.

العملية الإرهابية الأخيرة تشكل امتداداً لعمليات إرهاب مماثلة، عانتها عدن، وآخرها قصف مطار عدن الدولي على يد الإرهاب الحوثي بالتنسيق مع تنظيمات، أخرى مهمتها تقويض الأمن والاستقرار، وصل حدّ حرمان عدن من من أبسط المقومات الإنسانية، الكهرباء والمياه والمرتبات.

المجلس الانتقالي الجنوبي أتهم في بيان له ، قوى الإرهاب والقوى المعادية للجنوب الوقوف خلف استهداف قيادات الوية الدعم والاسناد، وأكد على أن صبر المجلس الانتقالي الجنوبي ، لن يطول تجاه حرب المفخخات، وحرب الخدمات، ومحاولات العبث بحياة المواطنين في العاصمة عدن، ومحافظات الجنوب كافة.. فالخطر الأكبر ياتي اليوم من تلك المجاميع المختفية والمجهولة والتي تنخر في جسد المجتمع فسادا وتحرمه من أبسط متطلبات معيشته.

 

والسؤال من هي تلك القوى الإرهابية التي تنشط في الجنوب ، الظاهرة منها والمختفية؟ والجواب هو إن مدينة عدن أصبحت مرتعا لتداخل كل الصراعات والتناقضات على الساحة اليمنية شمالاً وجنوباً، وصراع المصالح الاقليمية وهذا ما سهل للتنظيمات الإرهابية أن تجد لها موقع قدم فيها على النحو التالي:

أنصار الشريعة (القاعدة) ، تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، أنصار الله (الحوثيون)، حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين)، وبقية التنظيمات المحسوبة على التحالف التركي القطري.

ومن واقع المشهد نرصد هنا نشاط تلك القوى الإرهابية المشار إليها اعلاه :

اولاً: الإرهاب الاخواني، يعتبر حزب الإصلاح الإخواني المضلة التي تضل تحتها التنظيمات الإرهابية الاخرى في اليمن. كونها محمية بغطاء الحكومة اليمنية، وبالتالي من السهل عليها النشاط تحت غطائها، بل والحصول على سلاحها.

ولكسب هذا الوضع تتنافس التنظيمات الإرهابية الاخرى للتقرب من حزب الإصلاح.

و هذا ما عبرت عنه صحيفة تنظيم داعش الإرهابي ( النبأ)، بشأن دور حزب الإصلاح في إدارة الخلافات بين أبرز جماعتين إرهابيتين. فالصحيفة الداعشية، تتهم جماعة القاعدة بأنها جزء من الحكومة اليمنية، بينما جماعة القاعدة هي الأخرى تتهم جماعة داعش بانها جزء من الحكومة اليمنية. وبهذه الطريقة أصبح كل من القاعدة وداعش أداتان إرهابيتان تداران من قبل حزب الإصلاح الإخواني.

ثانياً: الإرهاب الحوثي الإيراني، ممثلا في جماعة أنصار الله التي تعمل وتنشط بشكل مكشوف ومعروف، فالإرهاب الحوثي يتمثل في خطف المدنيين وسجنهم وجعلهم دروع بشرية، وقتل الاسرى العسكريين والسجناء المدنيين، وتفجير المنازل ودور العبادة، واستهدف منازل المواطنيين بالقصف، واستهدف المطارات المدنية بالصواريخ المدمرة، وزرع الألغام البرية والبحرية.

ثالثاً: الإرهاب التركي المتمثل في هيئاته الاستخباراتيه. فتلك الهيئات المتمثلة في “وكالة التعاون والتنسيق” التركية، والهلال الأحمر التركي هي من أخطر “أذرع التغلغل الإخواني التركي” في كثير من الدول . فلها 61 مكتباً مقيما في 59 بلداً، ومن ضمنها العاصمة عدن، تحت ستار “أعمال الإغاثة وأفعال الخير.

رابعاً: إرهاب التجويع، وانعدام الخدمات من أخطر أسلحة الدمار والفتك، إنه الفرع الاخطر ، الذي يستهدف العاصمة عدن ومحافظات الوطن، وهذا

باعتراف الأمم المتحدة إن اليمن”دولة غير قابلة للحياة”، وبحسب تقارير ميدانية، فأن 400 ألف طفل في اليمن معرضون لخطر الموت جوعاً، أي إنه في عام 2021 سيعاني 2.3 مليون دون سن الخامسة الجوع ،فالجوع والفقر وانعدام الخدمات من أكبر الجرائم بحق الانسان وأخطرها..وهو ما قال عنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله الشهير : “لو كان الفقر رجلاً لقتلته”.

هناك إجماع في الشارع العدني ، بأنه مع عودة الحكومة عاد معها استنهاض الخلايا الإرهابية،بدعم من بعض الوزراء ذوي العلاقة بالإرهاب ؟ ” فالإستخدام الممنهج والمنظم لكل من شـأنه الإضـرار البـدني والفكـري والنفسـي والفسيولوجى والاجتماعي للمجتمع هو الإرهاب بعينه، وهذا مآ يعاني منه ابناء عدن هذه الأيام.

 

خلاصة القول: ستظل عاصمة الجنوب عدن، دائماً واحة راقية على الرغم من كل ما تمرّ به، وما ارتُكب في حقّها، لأن إرادة الحياة عند أبناء الجنوب أقوى من الدمار