عانت عدن ولا تزال من الإهمال والاستهداف الكثير، اكان قصداً أو بغير قصد، وكانت نتائج ذلك الإهمال والاستهداف هو المساس بتاريخها الوطني وبمكانتها الاقتصادية، وبما لها من سمعة، ومكانة تجارية ومكانة مالية لفترة ما قبل الاستقلال في عام 1967م.
فمنذ الاستقلال وعلى مدار العقود الماضية شهدت مدينة عدن عدد من التجارب الفاشلة، بعض منها انطوت على حقد متعمد، هدفه تحويلها إلى مستوى المدن العشوائية المتخلفة. فقد مورست بحقها سياسة ممنهجة حولت المدينة المزدهرة ذات العمران الحضاري إلى قرى عشوائية متناثرة، تعمها الفوضى المصطنعة المدعومة من قوى سياسية وقبيلة حاقدة ومتخلفة.
خلال تلك العهود حتى اليوم تداول على عدن 22 محافظ آخرهم أحمد حامد لملس، منهم من ترك الأثر والذكر الطيب وصنع ما سمحت له الظروف من إنجازات للمدينة، ومنهم من لم يقدم لها أي شيء يذكر، كونه جاء مع رياح السياسة، وغزو المدينة عام 1994م والإلتزام لمنهج حزبه أو قبيلته.
وفي الواقع هناك الكثير ممن أتت بهم السياسة والمصالح، ذهبوا كما جاءوا دون أن يبقى لهم أثر في تاريخ مدينة عدن.