هادي الرئيس الانفصالي

2021-02-07 17:55

 

ذات يوم من العام 2019م كنت في جلسة مع صديق سياسي يمني شمالي، وثيق الإطلاع بالرئاسة اليمنية ويعرف عن قرب شخصية الرئيس عبدربه منصور هادي، سألته عن كواليس الرئاسة بصنعاء وكيف سلم صالح السلطة وكيف خسر هادي صنعاء؟.

قال لي «هادي انفصالي رقم واحد»، يجيد صناعة الخصوم، سريع التخلي عن رفاقه، ليس ضليعا بالتركيبة الاجتماعية لليمن،  على عكس صالح تماماً.

يقول ذات يوم وصل شيخ قبلي كبير من حاشد الى هادي وجلس معه، وحين هم الشيخ بالمغادرة، سأله هادي عن اسمه عشان يحول له مبلغ مالي وقدره ثلاثة ملايين ريال يمني، وهذا السؤال اغضب الشيخ القبلي، كيف لرئيس لا يعرف زعماء قبائل صنعاء.

غادر الشيخ منزل هادي صوب منزل صالح، وأخبر الاخير بما حصل، كيف لهذا الرئيس لا يعرفنا.

كررت السؤال عليه، «ولكن هادي ليس جنوبيا، بمعنى لا يريد استقلال الجنوب».أجاب نعم هو ما أقصده «هادي انفصالي، يريد يحكم أي قطعة أرض، اهم شيء يكون هو الرئيس».

تذكرت حديثه، مع الحديث عن نية هادي اعلان إقليم حضرموت، هادي ليس ذكياً، دائما ما يعتمد على مستشارين لديهم نزعة انتقامية، «اضرب المخطط، افشل المؤامرات»، أشاروا عليه الانقلاب على اتفاق الرياض، بالتعيينات الاخيرة، وأشاروا عليه بإعلان إقليم حضرموت، معتقدا أن ذلك قد يطيل الصراع والبقاء في الرئاسة من الفندق.

بايدن قال الحرب يجب ان تنتهي، ونهاية الحرب تعني أن هادي باي باي، سلم ما معك يكفيك، السعي لحكم محافظة، ليست رئاسة هذا، لن تحكم أحد حتى من يطلب منك اعلان الحرب.

تعلم من «صالح» حين شعر أن الجميع ضده، ناور وغادر السلطة، بدون محاسبة، وفوق هذا أصبح زعيماً ولا يزال في نظر الكثير، الزعيم البطل الذي قاتل على مبادئه حتى النهاية، ربما أخطأ في حساباته الاخيرة بتحالفه مع الحوثيين، لكنه رحل وهو يدافع عن مبادئ آمن بها، وهكذا الانطباع لدى اليمنيين.

سيادة الرئيس هادي منصور كان بالإمكان ان تكون مثله، تدافع عن مبادئك. كان من المفترض أن تشعر الجميع انك رئيس لهم وعليهم، وتخبر اليمنيين في الشمال انك في صفهم وانك إلى جانبهم.

اليمنيون في الشمال لا يريدون منك أن تحارب الجنوبيين وتقتلهم حتى تثبت لهم انك وحدوي، وتنفي عنك انك لست انفصاليا، هذه الوحدة لا يريدونها، يريدون الخلاص من الحوثي، وانت لا تستطيع تخليصهم لذلك انت لست مع الوحدة، لذلك انت انفصالي، في نظرهم وان مزقت لهم الجنوب إلى مليون كنتون.

كان بودي أن يخبرك مستشاروك أن الوحدة اليمنية واليمن الاتحادي، يبدأ من صنعاء، وليس من وادي حضرموت، أو شقرة والطرية، كان من المفترض أن تستعيد لليمنيين صنعاء، قبل عدن، حتى يكون لك قبول هناك، ويصدقوك.

كان بالإمكان أن تضغط على الجيش للدخول إلى صنعاء وتخليصها من الانقلاب وتمارس الانتقام ضد من اهانك في صنعاء وأخرجك منها ذليلا.

كان بالإمكان تحتضن الجنوبيين وتقف في صف من وقف معك وكان له الفضل في أن تبقى رئيسا إلى اليوم، لم تتعلم من درس الجنوبيين الذين حرضت على ضربهم في ارجلهم، حين وقفوا في صفك ضد الانقلاب الحوثي، وتتوقف عن أساليب الانتقام.

كان بإمكانك أن تكون رئيساً على الجميع وللجميع، ولكن أخترت ولم تحسن الاختيار، السلطة سحبت منك فعليا، لم يعد لديك أي شيء، وقراراتك لا تنفذ، ستسلم السلطة، ولكن لن ينسى الناس في الجنوب قتلهم وتشريدهم، والشماليون لن ينسوا خذلانك لهم.

وآسف جدا جدا جدا سيادة الرئيس، عن أي إساءة، والسلام.

#صالح_أبوعوذل