هكذا ستمضي الامور.. "مسألة وقت"

2020-12-25 00:10

 

من حق الجنوب ان يسلك كل الطرق المتاحة امامه سياسياً وتفاوضياً وعسكرياً ليستعيد دولته وسيادته وان لايوفر جهداً لتحقيق ذلك الاستحقاق الاصيل له،، بعد كل ذلك الفشل وتلك الحروب والدماء التي سفكت على مذبح مشروع الوحدة الذي  توافرت له كل عوامل الفشل وانعدمت فيه كل سبل النجاح للأرض والإنسان اليمني ككل شمالاً وجنوبا ،،

 

وبالتالي فان يحق لكافة الدول المحيطة ان تدعم هذا التوجه اذا ارتأت أن هناك مصلحة أمنية وبعد استراتيجي في ذلك   مما يعزز الأمن القومي العربي لتجعل من الجنوب وشعبه شريكاً فاعلاً معهم ومع كل محيطة العربي والاقليمي،،

 

وهم بذلك ( الدول المحيطة ) لاحرج عليها في دعم هذا التوجه فهم كدول يقومون بما يلزم ومايصح أن يكون عوضاً عن إيجاد دولة فاشلة ومخترقة من إيران وتركيا  شمالا وجنوباً ،،

 

خاصة بعد أن فشلت بقية الأطراف الشمالية المنظوية تحت مظلة الشرعية عن حسم معاركها مع الحوثي شمالا طوال ست سنوات كاملة قدمت لهم الدول المحيطة كل الدعم ،، لكنهم لم يجنوا من تلك القوى الحزبية سوى الخسران الذي في الغالب كان يتم على شكل تخادم بينهم وبين الحوثيين أنفسهم بسبب ان الشرعية نفسها كانت مخترقة منذ اول لحظة. 

 

موقع الجنوب الجغرافي هو من يمنحه تلك الأهمية في هذا التوجه وذلك الثقل في الدفع نحوه ،،إضافة إلى ارثه السياسي المتكامل كونه كان دولة بالفعل  له علم وجيش وعملة ودستور ولم يكن في يوم من الايام  فرعا لأحد ،،وهذا امر يسهل ويختصر الكثير لكل من يدعم هذا التوجه من دول ترى واقعية ذلك الحل ،،

 

وفوق هذا وذاك فأن مطلب فك الارتباط واستعادة الدولة هو في الأصل مطلب شعب الجنوب بسواده الأعظم ولم يكن في يوم من الايام نتاجاً خالصاً لهذه الحرب او انه وليد الفعل السياسي اللحظي او انه سيفرض من اي دولة على شعب الجنوب بالقوة ،، بل هو مطلب سياسي واجتماعي وشعبي له جذوره المتأصلة منذ العام 1994م مرورا بكل مراحل الحراك الجنوبي السلمي ومراحل نضال الشعب الجنوبي خلال العقدين الماضيين وانتهاء بحرب 2015 م ،

 

كل تلك المعطيات وتلك الشواهد والقرائن مجتمعة تصب في مربع أحقية استعادة الجنوب لنديته السياسية التي ستؤهله تدريجياً الى المرحلة الأخيرة ،، مرحلة استعادة دولته بمفهومها الوطني ،، وما يتم الآن هو تمهيد وبناء لما يراه الجميع بمن فيهم الخصوم انفسهم أن الجنوب يمضي نحوه بثبات وثقة وصبر ،، فقد وصل الجنوب اليوم إلى نقطة اللاعودة عن تحقيق ذلك الاستحقاق ، 

عبد القادر القاضي

أبو نشوان