الهندسة الذكية لاستعادة الدولة الجنوبية: خطوة الحكم الذاتي قبل الاستقلال
استعادة الدولة الجنوبية وإعادة تفعيل دورها على الساحة الدولية أمر بالغ الأهمية ومعقد، ولا يمكن اعتباره قرارًا ارتجاليًا أو خطوة عاطفية كما يصوّرها بعض السطحيين. فالتحديات كبيرة، والمرحلة تتطلب إعدادًا سياسيًا واستراتيجيًا دقيقًا لضمان نجاح أي إعلان لاحق للاستقلال.
الخطوة الأساسية الحالية هي ما يمكن تسميته بـ«هندسة الاستقلال» عبر إعادة بناء المؤسسات، وترتيب البنية السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، وتهيئة المجتمع الجنوبي للمرحلة المقبلة. وهذا يشمل خلق وعي جماهيري رصين بأهمية المرحلة والتحديات المتوقعة، وضمان جاهزية كل الأدوات القانونية والتنفيذية لمواجهة أي تغيرات مستقبلية على الأرض.
إعلان الحكم الذاتي يأتي قبل الاستقلال ليمنح الجنوبيين خبرة تراكمية في إدارة الشؤون الداخلية بكفاءة، ويظهر قدرتهم على حفظ الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب، وضمان الحقوق والحريات. كما أن هذه التجربة تمنح الثقة للإقليم والدول في التعامل مع الجنوب كنموذج قادر على إدارة مؤسسات دولة متماسكة وفاعلة.
في هذا السياق، يجب الانتباه لمحاذير المرحلة، أهمها ضرورة المضي بحذر لتجنب أي توترات إقليمية أو تأثيرات سلبية محتملة على مسار الاستقلال، والتركيز على بناء الثقة الدولية من خلال إدارة الحكم الذاتي بنجاح قبل الإعلان النهائي عن الدولة المستقلة.
من خلال هذا النهج، يكون إعلان الاستقلال النهائي خطوة محسوبة، مدعومة بقدرة واقعية على إدارة الدولة، واستعداد كامل لتحمل الصعاب والتحديات، بما يضمن الحفاظ على الحقوق الجنوبية وتحقيق النصر المنشود.
عبدالقادر القاضي
أبو نشوان