نحتاج لوقف اطلاق النار....

 

كل نار تشتعل تستمد وقودها وطاقتها من ما تلتهمه في وسط نيرانها. وعندما يخف وقود النار تنتهي وتصبح رمادا.

 

في وطني اشتعلت نيران الحرب وكان وقودها الإنسان والحجارة فلم تسلم الارواح ولا البنيان .

 

اصابت هذه الحرب الوطن بكارثة ابعادها غير مسبوقة وكانت من الشراسة ما جعلت مناطق  مزحومة بالسكان مقفرة،  ومناطق كانت مقفرة مزحومة بالنازحين .

 

الاحصائيات كانت مخيفة وان كانت متواضعة فهناك ١٤٥ الف قتيل وضعفهم من الجرحى وثلاثة ملايين تركوا قراهم ومزارعهم بل ومدنهم وتفرقوا في اصقاع الوطن .

 

انهارت على اثر هذه الحرب المعنويات وتوقفت الاعمال في المزارع والمحلات  والمعامل وتسببت هذه الحرب التي طالت لاكثر من خمس سنوات في ان اصابت الوطن بجراحات غائرة لن تندل مع مرور السنوات .

 

اليوم شكلت حكومة الشرعية مناصفة بين المجلس الانتقالي وبقية احزاب الشرعية .

 

برز  بها المجلس الانتقالي كقوة تنافس انصار الله ولكن قوة الانتقالي لا تطمح بمواصلة الحروب بعد ان حققت نصرها على مساحة الجنوب .

 

اذن لدينا فريقان على الارض وهما الانتقالي وأنصار الله وفريق ثالث يمثل التحالف و ربما  هذا الفريق الثالث عدل خطته من تحرير صنعاء وكل الشمال الى التمهيد لتسوية سياسية .

 

نحتاج الى هدنة وهي من الضرورة ومن الواجب الديني والانساني والاخلاقي . وكما عبر البعض فنحن لم نعد نحلم بتسويات تصنعها البنادق بل بتسويات تصنعها العقول .

 

نحتاج هدنة وترتيبات في حوار ملهم مع انصار الله والمجلس الانتقالي برعاية دول التحالف ورعاية اممية،  فالناس تستحق فرصة الاستقرار والتعقل بعد هذا الجنون الذي سحقنا من البحر الى الجبل .

 

فاروق المفلحي