من حسنات الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” انه كشف المستور في علاقة الاخوان المسلمين بالاستخبارات الإمريكية، وخاصة في عهد الرئيس السابق أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون. فقد كشف البريد الالكتروني لهيلاري كلينتون، إن إدارة أوباما خططت للفوضى بتمويل قطري وان “الربيع العربي “ما هو الا صناعة ” الحزب الديمقراطي الأمريكي “.
وفقا لهذه الخلفية، نبحر معا لنكتشف ما كان مستورا في العلاقات الاخوانية – الأمريكية، استنادا إلى وثائق رسمية وأدلة موثقة.
في البدء نشير الى ان الاتصالات بين مسؤولين أمريكيين والإخوان المسلمين في مصر قد بدأت في الأربعينيات من القرن الماضي. هذا ما كشفه القيادي في الجماعة ” محمود عساف” مؤلف كتاب ( مع الإمام حسن البنٌا ). إذ خصص له فصل بعنوان “سكرتير السفارة الأمريكية”، عرض فيه تفاصيل ما دار في لقاء سبق ان تم بين حسن البنّا مؤسس جماعة الإخوان وبين دبلوماسي إمريكي يعمل في السفارة الامريكية في القاهرة حينذاك، هو السيد “فيليب أيرلاند”، مشيرا إلى أن “المدخل” المشترك للحوار بينهما، كانت مقالات للبنا، هاجم فيها الشيوعية، معتبرها “إلحاداً يجب محاربته”. وقال البنّا في اللقاء “إن الشيوعية التي بدأت تنتشر في بلادنا العربية، تُعتبر خطراً كبيراً. أما السيد أيرلاند، فقد عرض التعاون من أجل محاربة “العدو المشترك”، مقترحاً آلية للتعاون، تمثلت، “برجالكم ومعلوماتكم ونحن بمعلوماتنا وأموالنا”.
هكذا تتضح اليوم الحقيقة وينكشف تاريخ حركة “الإخوان المسلمين” التي لها باع في الاستقواء والمراهنه على الخارج، لاعتبارين مهمين، أولهما أنها اعتادت على مثل هذا الاستقواء ورضيت به منذ بداية النشأة، عندما قبل مؤسسها الأول حسن البنا، بالشراكة مع المخابرات الامريكية في أول لقاء له مع ( فيليب أيرلاند) في القاهرة،
والاعتبار الثاني هو فيما يتصل بنشاط وتواجد الحركة “الإخوانية” في أكثر من دولة في العالم.
والسؤال هنا ما هو سر هذا التعاون وعلى اي مصالح يستند؟ وهنا نؤكد على وجود حالة من التوحّد جمعت تنظيم “الإخوان المسلمين” والدول التي يتم الاستقواء بها. فعلى قدر احتياج “الإخوان” لهذه الدول والاستعانة بها، على قدر سعي هذه الدول أيضاً لتوظيف الجماعة الاخوانية وغيرها من التنظيمات الدينية المتطرفة والإرهابية التي انبثقت من رحم الجماعة، بما يخدم اهدافها في البلدان العربية والاسلامية.
ولنا أن نتذكر من التاريخ القريب كيف استغلت واشنطن جماعة “الإخوان المسلمين” في صراعها مع الاتحاد السوفياتي، في حرب افغانستان عام 1979، وكان “الإخوان” التيار الأهم والأبرز مقارنة بالتيارات الدينية الأخرى. وبعد انتهاء الحرب الافغانية انشاء “الإخوان” مع تيارات دينية أخرى تنظيم “قاعدة الجهاد”. حينها كانت حالة التناغم والاتفاق بين عبد الله عزام، أحد قيادات “الإخوان المسلمين”، وأسامة بن لادن، قد أسفرت عن تنظيم القاعدة الذي ملأ الدنيا رعباً وإرهاباً.
وفي سياق تلك المواقف والمصالح المتبادلة استفاد الإخوان من وجودهم على الأراضي الأميركية وتعاملوا مع الأدارات الأمريكية المتعاقبة من خلال هذه العلاقة، الى أن أشرفت أميركا على تسليم السلطة في مصر لـ”الإخوان” عام 2012م، وظلت حالة التناغم هذه حتى بعد ثورة 30 حزيران (يونيو) من عام 2013 وما بعدها.
وهنا نتوقف عند مذكرات وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون إذ اعترفت في كتابها «خيارات صعبة» بالتالي :
اولاً: أن الإدارة الامريكية قامت بتأسيس ما يعرف بتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام»، بهدف تقسيم منطقة الشرق الاوسط.
وكشفت عن تنسيق بين واشنطن و “الاخوان المسلمين ” لاقامة هذه الدولة على أرض سيناء المصرية.
وقالت “دخلنا الحرب العراقیة واللیبیة والسوریة وکل شئ کان على ما یرام وجید جدا، وفجأه قامت ثورة 30 / 6 – 3 / 7 فی مصر وکل شیء تغیر خلال 72 ساعة” .
ثانياً: “کنا على اتفاق مع “إخوان مصر” على اعلان الدولة الاسلامیة فى سیناء و اعطائها لـ”حماس” و جزء لـ«أسرائیل» لحمایتها وانضمام حلایب وشلاتین الى السودان، وفتح الحدود مع لیبیا من ناحیه السلوم.
ثالثاً: تم الاتفاق على اعلان الدولة الاسلامیة یوم 2013/7/5 ، وکنا ننتظر الاعلان لکی نعترف نحن واوروبا بها فورا” ( انتهى ).
في الجانب الاخر فإن تركيا الإخوانية هي الاخرى شكلت منذ عام 2011م وعاء حاضنا للمنظمات الإرهابية، وكانت أعدادها في البداية محدودة بعدد من المنظمات مثل «داعش» و«جبهة النصرة» و«الجيش الحر»، والتجمع اليمني للاصلاح، وحركة النهضة في تونس وحركة الشباب الصومالية، من ثم تم تفريخ عشرات المنظمات الأخرى مثل «حراس الدين» و«فيلق الرحمن»، و«فيلق الشام»، و«قوات الزنكي»، و«أحرار الشام»، و«الجيش الوطني» و«جيش الإسلام»، وكلها تشكل أذرعاً إرهابية للنظام التركي يتم استخدامها داخل سوريا وخارجها لتنفيذ مخططات أردوغان الاخوانية.
واليوم يستعد تنظيم “الإخوان المسلمون” للحظة وصول الرئيس الإمريكي الجديد السيد “جو بايدن” الى البيت الأبيض، تستهدف احياء العلاقات الاخوانية الإمريكية، ووضع عدد من الملفات على طاولة تلك العلاقات، بهدف الضغط على مصر والدول العربية الاخرى. تلك الملفات التي حتماً سوف يستخدمها الرئيس الأميركي في علاقاته مع الانظمة السياسية العربية، كأداة ضغط من أجل تحقيق مصالح أميركا في هذه المنطقة.
وسبق للأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله – ان كشف لجريدة السياسة الكويتية، عن علاقة المملكة بحركة الاخوان قائلاً : “أقولها دون تردد إن مشكلاتنا وإفرازاتنا كلها- جاءت من الإخوان المسلمين”. وأضاف “أقول إن الإخوان المسلمين لما اشتدت عليهم الأمور وعلقت لهم المشانق في دولهم لجأوا إلى المملكة، وتحملتهم وصانتهم وحفظت حياتهم بعد الله، وحفظت كرامتهم ومحارمهم، وجعلتهم آمنين وبعد بقائهم لسنوات بين ظهرانينا وجدنا أنهم يطلبون العمل فأوجدنا لهم السبل، ففيهم مدرسون وعمداء فتحنا أمامهم أبواب المدارس وفتحنا لهم الجامعات، ولكن للأسف لم ينسوا ارتباطاتهم السياسية السابقة، فأخذوا يجندون الناس، وينشئون التيارات، وأصبحوا يعملون ضد المملكة”. واليوم يقول فيهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية: “إن الإسلام اختُطف من قبل جماعات متشددة كالإخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية “داعش والقاعدة”، مشيراً إلى أن هذه الكيانات شوهت الدين( انتهى)
هذه هي حقيقة حركة الإخوان المسلمين، والذي خرجت من رحمها الخلايا والتنظيمات الإرهابية المشار إليها اعلاه، ووضعت هذه الجماعة يدها بأيدي إيران وعملائها، ومساندت فكر الثورة الخمينية وجماعة انصار الله الحوثية اليمنية، وحزب الله اللبناني والمليشيات العراقية الموالية لإيران.
لقد استخدم الإخوان المسلمين اسم الإسلام، واستخدموا الدين غطاءً ولباساً لتصرفاتهم ولتنفيذ خططهم بمصطلحات وشبهات يظنها الناس ديناً، وأساءت للإسلام والمسلمين، وشملت بمجملها منظمات التطرف وإلحاق الضرر بالعالم اجمع، لما تقوم به من عبث وفساد وإفساد، وإثارة الفتن بكل وسيلة، فهذه الجماعة والتنظيمات الموالية لها لا يحكمهم مبدأ ولا يمنعهم معتقد، فالغاية تبرر الوسيلة لديهم.