هناك من يدافع عن الشرعية، ويقول انها محكومة وليست مُتحكِمة! والحقيقة ان الذي يتصدر مشهد الوطن ويعتلي المنبر ، فعليه ان يتم خطبته او يأمر برفع الاذان لقيام الصلاة.
لا بد ان تنفض الناس ليسعون في مناكب الارض، فهذا الجمود والشلل يحتم على الشرعية ان تعلن اما عجزها، او ان هناك خريطة طريق ،وتبين منعطفاتها ومسافاتها ومحطاتها، وتبصرنا في ان علينا ان لا نحرق المراحل فنحترق معها .
وعن ملامح خريطة الطريق - المجهولة او السرية -فنحن لسنا كهنة لنقرأ كهاناتهم وسحرهم وشعوذاتهم وعلى الشرعية ان تلقي بعصاتها لنراها تسعى .
أن وضع - لا تشلوني ولا تطرحوني- هذا الوضع بائس ومخيف وممكن ان تتقبله الناس مؤقتا والاحداث عادية والامور تمضي دون مخاطر وخطوب لكن في حمأة الموت الحروب، فالصمت عار .
المواطن في الجنوب اليوم يعيش اشد حالات الضيق والهوان والظلم . فحياته سلسلة طالت من العذابات والاهوال والقسوة ولم يعد -بقوس الصبر من منزع-
الوضع يراوح مكانه والعجز والصمت هو سيد الموقف وكأن الشرعية تعاني من داءٍ عضال ومسجاة في غرفة العناية وليس بها الاّ الرمق الاخير .
هناك في حياة الشعوب مرحلة الزخم والاندفاع، فأن طالت واستطالت فقد الزخم الوطني حماسة وانكفأت الناس على نفسها، يائسة تلعق جراحاتها وعذاباتها وهواناتها .فهل هناك من يتعمد اخماد هذه الحمأة والحماس والجد بل والنصر؟
لقد هان على الشرعية عذابات الناس، ورغم بسالة وشجاعة التضحيات الوطنية اليوم، فالناس جميعها تسال لماذا زجت الشرعية بجيوشها لتجتاح الجنوب ، ولتفترس قذائفهم شبابنا الابطال؟
كتب القتال علينا لنحمي الوطن ولكن هل كتب على قوات الشرعية ان تقتلنا وتحاصرنا وتحتل ارضنا المحررة وتحول بندقيتها من كتف الى كتف! ؟هذا فوق حدود التصور والتوقع والخيال.
لن نوصم الشرعية بالعجز بل بما هو اشد من ذلك، باقترافهم ذنوب متعمدة في حق الجنوب الذي كان السيف والدرع والمدد والعون ،لقداصبحت الشرعية عوناً بل خصماً على الجنوب تقتص منه وتنتقم بل وتخونه .
أن كان هناك غضب فاطلقوا سراحه وحطموا قيود الذل، فلقد ران على الشرعية الصمت والضعف بل العجز والمسكنة ولقد هانت الشرعية وفسدت وكأنها بضاعة كاسدة يسومها المفلسون والمحتالون.
فاروق المفلحي