الحزب الاشتراكي معنا في الخندق..

2020-10-31 15:39

 

من يحاول ان يحرض او يغمز من باب ان الحزب الاشتراكي الجنوبي يتوق الى ان يوجه بوصلة المجلس الانتقالي ليظفر بان يدير الشأن الجنوبي من جديد، فمثل هذا الكلام في طياته الوقيعة وبث الشحناء ودفعنا الى التشككات والتخاصمات والفتن .

 

واذا اصابتنا الفتنة فسوف تذهب ريحنا ونفقد فرصة تاريخية ولن تعود لاستعادة الوطن، الذي ضاع منا فاليوم نحن معاً في مسيرة ظافرة لانتشال الإنسان والوطن من نكبته وهوانه وضيعاته .

 

وعن تجارب الشعوب وعبر التاريخ فقد تعاظمت قوتها وعزتها وتماسكاتها، عندما تحولت الى التسامح ووطدت نسيان المرارات ونحت الى قبول الناس لبعضها البعض دون تذكرات اليمة ، فلكل عهد ومرحلة اسبابها وبواعثها وارهاصاتها  بل وعذرها.

 

وعن الحزب الاشتراكي فلسنا بحاجة اليوم ونحن نبحر معاً في مركب الامل،  لسنا بحاجة الى ان نتلاوم ونتذكر وننفعل ونعيد سرد قصص الاحزان والاخطاء فنبعث الفتن من مراقدها .

 

المجلس الإنتقالي الجنوبي  والإشتراكي  والرابطة والحراك الثوري بل وكل  المكونات ومن يقف مع استحقاقات الجنوب هم معنا وفي مركب الوطن نبحر معاً الى شوطىء الامان .

 

لنتعلم فعندما تولى في الصين الزعيم - هيساو بنج- طالب بوقف الاصوات التي تتهم زعيم الثورة - ماوتسي تنوج-  بارتكاب المذابح .فقاوم هذه النبرة بل الجم الناقدين حجراً فالزمهم الصمت فسلم الوطن الصيني من الفتن .

 

أحكم  - هيساوبنج-  وتحكم بمسيرة الوطن الصيني العظيم

دون معارك جانبية وخلافات وشحناء، فحققت الصين بتلك المصالحات والتسامحات القفزة الكبرى .

 

وعن زعماء روسيا الاتحادية الحاليين ومنهم - بوتين- فلقد كانوا من اعضاء الحزب الشيوعي، وهم اليوم بناة الوطن وحماته وصمام أمانه ولو ان روسيا الاتحادية العظيمة لم تستلهم المصالحات لكانت اليوم ممزقة الى اشلاء .

 

لو ان المسلمين لم يتصالحوا ويرشدوا ويتحابوا ويتسامحوا بعد فتح مكة، لكانت فتوحاتهم توقفت عند حدود - خيبر- ولكان كسرى زحف بجحافلة لهدم الكعبة كما كان يتمنى ابرهة الاشرم .

 

لا تنصتوا لمن يسمعنا اللحن النشاز والنميمة  فهذا سيوغر في قلوبنا البغض . احذروا كلام التحريض وما الانتقامات والفتن الا حصاد السن الوشاة والمغرضين .

 

نحن معا قلباً وقالباً في مسيرة ظافرة . لا تخاصم ولا تذكر الا لكل ما يصلح ويقرب .اصيخوا الاسماع لمن يوطد المحبة ولا يسعى الى بعث اي ذميم .

 

على ان من يلوم الحزب الاشتراكي ليتذكر انه لم يفرط بالوطن وان قادته كانوا من الزهد ومن التواضع ما يدهش العالم . هذه الطبائع هي التي شكلت قيمنا وهي ملمح من ملامح تلك المرحلة التي وان شابتها بعض الاخطاء -فان انصفنا - فان ابناء سلاطين وامراء ومشايخ كانوا ضمن المبتعثين للدراسة في روسيا وبلغاريا والمانيا الشرقية.

 

لقد تجاوزنا قبل عام تسعين الخصومات والاحقاد، فلا تبعثوها فتفتك بنا . اهيلوا على الماضي النسيان والا فتكت بنا الاحقاد والانتقامات والويلات .

 

اليوم نحن معاً كالبنيان المرصوص ومن يحاول جرنا الى دائرة الخصومات، لنذكره ان وعينا اليوم وتجاربنا، تسعفنا وتنمحنا الوقاية  من  ان نصاب وافتك بنا المهالك، التي ترسم بعناية لإيقاعنا في آتونها. لماذا ننشغل بالماضي؟ ولدينا ما هو اهم من فروض الصلاة وهو المستقبل .

 

فاروق المفلحي