هناك مثل يقول ( يا ابن الناس خليك مثل الناس) هذا المثل يجب ان نطبقه بدون اي خوف او تردد.
يجب ان يكون الجنوب بعد كل هذه المراحل والأشواط التي قطعها (مثل الناس ) وعليه ان يمتلك عزمه ورشده ويقرر مصيره.
انتظار الحلول قد تفضي الى حلول ليست وأردة وليست تلك المأموله . ففي مواسم المزون عليك ان تبادر الى البذر بعد ان أعددت الارض ، فالمناخات عابرة ومتقلبة وملغزة.
لدينا كل الاسباب لكي ندير شأن الجنوب دون خوف او تردد لقد صبرنا طويلا بل تعلّم منا ( أيوب) الصبر ، وبعد كل هذه السنوات من التضحيات والبسالات والتحملات والعذابات، علينا ان نتوكل ونقرر مصيرنا .
الوقت لا يسمح لنا ان نؤجل ، ولو كلفنا اتخاذ القرار ، وصمنا بالطيش والمغامرة فما فاز باللذات الاّ الجَسور .
مواسمنا الجنوبية واتت وسنحت ولكننا ولحسابات اقليمية ودولية، كنا نتوخى التأجيل لتخوفات غير واقعية . علينا ان ندرك ونتدارك الوطن فهناك من أجّلَ وانتظرَ ففاتته فرصة القرار .
على ان الخط المستقيم خرافة . ونحن في الجنوب ليس المطلوب منا ان نترسم خطواتنا بالمسطرة ونقيس المسافات بدقة اشعة الليزر . علينا ان نتعلم المغامرة وان نغضب لانفسنا وان نضيق أحيانا بالصبر فليس كل صبرٍ محمود العواقب.
الإنتظار في طياته ضياع الفرص فعندما يطول الإنتظار لا يستبين هدفك وتضيع فرصتك بل وتعيش غبنك وجلدك لذاتك .
ماذا يريد الاخرون منا بعد كل هذه العناءآت والمضنيات والتضحيات ؟ هناك من يقول الحسابات الدولية وعلينا ان نفهمها ونعيها ونحتكم لها! غيرنا تجاوزوها فحققوا ذاتهم ومضوا الى هدفهم .
لو ان طارق بن زياد طلب مشورة الخليفة في السماح له باحراق سفن المسلمين عند شواطىء شبه جزيرة ( أيبيريا) لكانت تلك السفن قد عادت الى شواطىء المغرب محملة بخزينا وانكساراتنا وهزائمنا .
احرقوا سفنكم وتقدموا وتولوا زمام اموركم فما بعد هذه التضحيات والانتصارات الا العبث والضياع والخيبات .
فاروق المفلحي