الذين يخافون على الجنوب من مجرد منغصات عابرة ، يتناسون او لا يدركون اهمية ما انجزه هذا الشعب العظيم من ملاحم وانتصارات وما قدمه من تضحيات جسيمة وملهمة.
فالذي خاض في تاريخه عشرات الحروب وأنتصر بها نصرا مبينا بعد ان اكتوى بكل المحارق والجراحات والهموم، لقادر على ان يتجاوز كل متاعبه العابرة مع الرواتب والكهرباء والماء وبعض الهموم الثانوية فهذه خدمات وتلك مصائر .
تذكروا كيف عشنا الحروب وكل تلك المهالك وكيف كان مجرد من يرفع صوته او علم بلاده يتعرض لكل انواع العنف بما فيها الاغتيالات والقتل والسجون.
ولكي اهون عليكم مصيبتكم تذكروا انه بسبب الكورونا التي ضربت ازمتها العالم بسببها في امريكا ترى من يصف لساعات طويلة من موظفي الشركات العاطلين للحصول على بعض الطعام من شركات ومؤسسات خيرية.
هل تعلمون ان ٤٠ مليون عامل في امريكا بدون عمل . ومع هذا حينما يتحدث الاعلامي، لا يجلد الناس بهذه المتاعب بل يعزز فيهم الثقة بان (الكورنا ) حالة عابرة .
استلهموا من نصركم العظيم المدوي مشاعر الثقة ولا تنشغلوا بالمتاعب العابرة فمن انجز المهمة العظيمة لقادر على انجاز المهام الصغرى والثانوية.
عندي يقين ان الكتاب ينقسمون الى فريقين، فريق يهمه ان يكتب لينغص على الناس همومهم وعيشهم وصبرهم ، ويقلقهم ويسرق منهم ثقتهم فيغوص في صغائر الاشياء والمهاترات ويضعها تحت عدسة مجهره الرديء.
هذا الكاتب له توجهه ودعمه ورزقه. وهو كاتب أشبهه بالنواحة المستأجرة الى بيت العزاء .
وهناك كاتب وطني وحكيم ينعش الامال ويرى شعاع الضوء في نهاية النفق. نحن لا نرى الضوء في نهاية النفق بل نرى سطوع الشمس الغامر .
ابحثوا عن ذلك الذي يتحدث بعين الرضى والإيجابية، لان عين السُخط لا تبدي الا العيوب وتضخمها. الكاتب الايجابي استلهم الامل ونبذ اليأس وهو هنا يعزز من وعينا وثقتنا وتلاحمنا . تابعوا امثال هؤلاء الكتاب ولا تعيروا أسماعكم لغربان البين .
ان انشغالاتنا في الكتابة الناقدة الساخطة يضعفنا ويوهن عزائمنا ويشتت من رؤيتنا في بلوغ هدفنا العظيم الذي هو اليوم قاب قوسين او ادنى.
يقولون ان الصحفيين السلبيين هم من يكتبون بحثا عن المتاعب والمرهقات والاحزان ويذكرون الناس بهواناتهم وغبنهم وأمثال هؤلاء يصيدوننا
بالمياه العكرة.وهم من تبحث عنهم جهات لتغدق عليهم بالدعم لانهم يغدقون علينا بالإحباط .
ان الاعلامي ( كمثال) وعندما ينقل أخبارا عن معركة حقق فيها المقاتلون انتصاراتهم المدوية، فعليه ان يركز ويسهب فيما حققه المقاتلون من نصر مبين ، لا ان يمرر الفرحة على الناس بان يتحدث في سياق اخباره عن متاعب المقاتلين مع الطقس وسوء التغذية وعن عدم توفر ذخيرة كافية وعن تعطل اجهزة تنقية المياه .
فهذه اخبار ( عين السخط)التي تقلل من ضخامة النصر ، وتمرر الفرحة وتزعزع الثقة.وربما اشك هنا في وطنية الكاتب .
هناك كثيرون مهمتهم اقوى من الحرب وهي تشتيت الاجماع وتعكير الجو وتضخيم الصغائر.
فحتى لو مشى( النبي) على الماء لقال، ولكنه مال عدة مرات وكاد يغرق .
فاروق المفلحي