لماذا القلق؟.
لماذا القلق؟ هو عنوان موضوعي اليوم، ولا اقصد به الجزع! بل حالة عدم الثقة التي تعتري الناس في الجنوب.
وعن ما تحقق الى اليوم للجنوب من انتصارات مدوية مكنتهم من استعادة ارضهم كل ارضهم، فهذا النصر او المنجز هو الذي يجب ان نضعه نصب أعيننا في حالة ان اعترانا القلق من اوضاعنا الراهنة.
تذكروا ان انصار الله في صعدة وفي ظروف حرب ساحقة غاشمة، امتدت ودارت على ارضهم لفترة تزيد عن عشر سنوات، فان الأنصار لم تتغلغل الى قلوبهم وتفكيرهم حالة من الخوف والقنوط واليأس. ورغم ما كانوا عليه من ضعف وانسحاق ووهن وضياع فقد استلهموا امالهم وثقتهم وحققوا هدفهم واسقطوا صنعاء.
نحن في الجنوب لم نعاني فقط من مظالم بل اعظم من المظالم وهي فقداننا للارض التي اصبحنا عليها بعد حرب ٩٤ عبارة عن اقلية مستضعفة ومقصية وهذه حقيقة فلا نكابر ولا ننكرها.
ولو ان الحرب الثانية في ٢٠١٥م لم تقع، وفطنت صنعاء الى التعامل معنا دون شحذ السيوف على رقابنا، لكانت دانت الجنوب لهم لاننا كنا في حالة ضعف وتشرد ودون نصير .
هناك من سيقول ان الشعوب ليس من السهل عليها ان تقبل الضيم، والحقيقة هناك مواتيات وظروف تساعد على الثورة والرفض والمقاومة، لكن في الجنوب كنا دون نصير
وكان مبلغ علمنا هو السلمية.
لكن وبعد الاجتياح الثاني حققنا وخلال اشهر معجزة على الارض وصنعنا النصر المبين. ومن يقلل من هذا المنجز فهو هنا يستخف بالتضحيات والبسالات وانهار الدماء .
وعن عودة بعض قوات الشرعية الى ارضنا فهم عابرون ولن اصور ذلك بالنكسة، بل ولن اخوض في هذه الامور العارضة بل ساتحدث عن ما يمنحني الثقة والاعتداد والامل الوطيد وهو اننا استعدنا الارض كل الارض .
فلماذا القلق؟ على انه اذا اعترانا مثل هذا الشعور فهو غير مبرر وغير واقعي( وفوبيا) يجب ان نتخلص منها ونشفى من بواعثها.
وعن ابين وشبوة وحضرموت فهي بيدنا ومعنا ومن زج بهم من قوات الشرعية سوف يرغمونهم او نرغمهم على العودة الى مواقعهم السابقة فليس لهم في ارضنا لا ناقة ولا جمل.على اننا قوة وقبل القوة نحن اصحاب حق.
تذكروا ان انصار الله وهم في حمأة الحرب لم تصبهم هذه الروح وهذه المقلقات والمثبطات. وكانت الحالة النفسية والمعنويات السبب في كل ذلك الصمود وتلك الثقة.
يجب ان تغمرنا الثقة بانفسنا وان نستودع الامال العريضه قلوبنا ومشاعرنا، فما تحقق لنا كثير ولم يبقَ سوى ان نرتب ونعد انفسنا لتحقيق ذاتنا.
نحن في الجنوب نمر بمرحلة التوثب وليس النكوص وعلينا ان نستلهم الثقة من واقعنا الذي تغير لصالحنا ولكننا لا نستبينه.
الحكومة كما يبدو سيتاخر اعلانها. وسفر الرئيس هادي الى امريكا يفسر ان هناك مأزق لم تستطع الشرعية الخروج منه.
اذن علينا ان نستفيد من هذا المأزق والفوضى والتخبط الذي اصاب الشرعية وذلك لترسيخ تضامننا ورص صفوفنا للمعركة الفاصلة، وسننتصر فلدينا الامكانيات لتحقيق طموحاتنا فنحن اليوم اكثر تصميما وتنظيما وهيبة، ولنجير المأزق الى حل ومنجز وطني يكلل مسيرتنا بالنصر المبين .
فاروق المفلحي