▪️ خطاب الرئيس عبدربه منصور هادي الذي وجهه مؤخراً من الرياض بحضور نائبه ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة وأعضاء مجلس النواب ومستشاروه كان واضحاً وجلياً فيما يخص التحالفات المستقبلية لتيار الرئيس هادي، وهو تيار مهم في الشرعية ووحده هادي من يمتلك الشرعية وليس حكومته، على الرغم من أن تيار تركيا وقطر كان صوته مرتفع في الإجتماع وخارجه حيث يمتلك هذا التيار حضور قوي داخل الحكومة والجيش.
ولعل أبرز ما قاله هادي سواء في الخطاب أو في جلسة النقاشات الحادة التي سبقت الخطاب بحسب تسريبات إنه مع المملكة العربية السعودية ومع التحالف ورفض كل مطالب تيار قطر وتركيا بإعلان فشل إتفاق الرياض والبحث عن حلفاء آخرين، ولو أن الرئيس هادي كان جاحداً بحق دولة الإمارات العربية المتحدة ودورها في تحرير الجنوب والساحل الغربي ومأرب مع التحالف وأبناء الجنوب.
لذلك ومن هذا المنطلق فأن أردوجان بذلك يكون قد خسر مشروعية التدخل وإمكانية طلبها من قبل الرئيس هادي، وبما أن الرئيس هادي قد جدد ثقته بالتحالف العربي في اليمن، فمجلس الأمن الدولي كذلك قد فوض السعودية والإمارات في ملف اليمن، لذلك لن يجد أردوجان مدخل شرعي لا من الرئيس هادي ولا من مجلس الأمن يستطيع من خلاله أن يصنع لنفسه شرعية للتدخل في اليمن.
الشرعية الأخرى التي يمكن أن يعتد بها هي شرعية الشعب، فالشعب في الجنوب من المهرة إلى باب المندب مع الإنتقالي والتحالف العربي، كذلك في الشمال فغالبية الشعب أصبح متحوث ولا وجود لحزب الإصلاح وعملاء أردوجان في معظم المحافظات الشمالية، بإستثناء تعز التي يجند فيها إردوجان وتميم مرتزقة عبر الشيخ حمود المخلافي لكنهم لا يمثلوا تعز المدنية والثقافة، والنتيجة لا توجد شرعية شعبية وحاضنة في الشمال والجنوب تقبل بتدخل أردوجان في اليمن.
الشي الآخر والمهم وهو خطوط الإمداد العسكري للجيش التركي إن قرر التدخل في اليمن، فالتحالف العربي مسيطر على اليمن جواً وبراً وبحراً من جميع الإتجاهات، وأن فكر أردوجان بالمغامرة بالسلاح المتوفر بالقاعدة العسكرية بالصومال، فالسلاح المتوفر لا يكفي لشن حرب دولية واسعة، طالما وخطوط الإمداد مقطوعة عن الجيش التركي.
الإمداد عبر البحر غير ممكن فقناة السويس لن تسمح مصر بمرور السلاح عبرها، والأجواء كذلك لابد ان يمر السلاح على العراق والسعودية وعمان وإيران وهذا مستبعد أن توافق جميع تلك الدول للطيران الحربي التركي بالمرو في أجوائها بالسلاح لضرب اليمن.
الخلاصة: لا يمكن أن يتدخل أردوجان في اليمن على غرار ما حصل من تدخل في ليبيا، للأسباب سالفة الذكر، ولكن من الممكن جداً أن يتدخل على الطريقة الإيرانية في اليمن لدعم المليشيات، من خلال تهريب الأسلحة لوكلائها مليشيا الإخوان الإرهابية وتقديم الدعم الإستشاري وتدريب المليشيات على الأسلحة والمعدات.