استنساخ الحراك أسلوب جديد لمحاربته

2012-10-17 04:48

استنساخ الحراك أسلوب جديد محاربته

مهــــــــــــدي الخليفي

في محاولة قذرة وخبيثة ومتوقعة سلفاُ ونتيجة لزواج مصلحة مشبوه بين حزب الإصلاح اليمني التفكيري والحزب الإشتراكي الماركسي الإلحادي، وحزب المؤتمر اليمني المهزوم في الجولة الأولى، تمخض سعيهم الخبيث عن اتفاق على تسليم الراية في شبوة- كتجربة قابلة للتطبيق في باقي محافظات الجنوب إذا نجحت- للمجلس المسمى مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية لحجز مقعده في الساحة الجنوبية في هذه المرحلة ؛ وليقوم بالدور الذي كان يقوم به الثورجية الإصلاحيون ويخرج في مظاهرات ريموت/ كنترولية اسبوعية كل أربعاء كبديل لمظاهرات مخيم الإصلاح في شبوة خصوصاً والجنوب عموماً

 

إن ما دفع هؤلاء الكهنة جميعاً للتحالف معاً هو تلك الملحمة الجنوبية الرائعة التي سطرها أبطال الجنوب في يوم الرابع عشر من أكتوبر 2012م في جميع محافظات الجنوب من خلال خروجهم في حشود ضخمة لإحياء الذكرى التاسعة والأربعين لثورة 14 اكتوبر الجنوبية المجيدة، فما كان منهم إلا الدفع بهذا المجلس للواجهة ليتولى تنفيذ الأجندة التي فشل حزب الإصلاح اليمني بقضه وقضيضه فيها، وأعلن صعوبة المهمة واستحالتها فيما لو بقي وحيداً يقارع الحراك وشعب الجنوب دون مساعدة من شركاء حرب احتلال الجنوب العام 1994م.

 

إنه نفس السيناريو في حرب احتلال الجنوب مع فارق استراتيجي هذه المرة يتمثل في توحد الغالبية العظمى من الجنوبيين وتمسكهم بمطلب استعادة الدولة الجنوبية تحت راية الحراك السلمي الجنوبي.

 

لقد كان الرهان قبل فعالية 14 أكتوبر2012م على تشتت الحراك وفعالياته وخصوصاً بعدما ظن الواهمون أن الجنوبيين في الحراك صاروا فريقين بعد مؤتمر 30 سبتمبر 2012م، ولكن خيب الجنوبيون هذا الفرض واسقطوا إمكانيته وسفاهة من راهن عليه، وخرجوا براية واحدة وهدف واحد، مما استدعى البدء في تنفيذ الخطة البديلة المعدة سلفاً عند تشكيل هذا المجلس الخدج بمسمى جنوبي، وأشباهه في كل محافظة جنوبية، وهو أبعد ما يكون عن الجنوب وقضيته العادلة.

 

إن مهمة هذا المجلس الهجين اليوم هي لتحقيق هدفين:

 

الأول: رويداً رويداً سوف يختفي الثورجية الذي ثاروا على نظام علي عبد الله صالح ليحل محلهم هذا الوليد المشوه والهلامي والهش الذي يدعى  مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية في الساحة.

 

والثاني: لإظهار وجود حراكين في الجنوب-الحراك السلمي الجنوبي(الأصلي) وهذا الحراك المزيف- بعد الفشل الذريع في طمس القضية وتفتيت الحراك الجنوبي من الداخل ولأخذ شرعية للمشاركة في أي حوار مع نظام صنعاء، أو قل تيار جنوبي آخر غير الحراك يدعم الوحدة، ولكن بصبغة جنوبية غير حزبية، ولكنها لمن يدقق النظر جيداً يجدها نسخة مقلدة بطريقة مفضوحة وهزيلة.

 

وهذه المحاولة -ولأنها لم تنبت في تربة جنوبية خالصة وصالحة سوف يكون مصيرها الفشل-بإذن الله- وذلك من خلال الرد الشعب الجنوبي عليها، لوأدها في المهد، وإنما هي أموال ينثرونها يمنة ويسرة فقد اكتسبوها من سحت وحرام فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون، وهذا النثر للأموال إنما هو كورقة أخرى قد تفيد في الحصول على صك شرعية في أحسن احتمالات المتفائلين، أو تؤخر الحراك في تحقيق أهدافه كأضعف الإيمان، وما رصد الملايين للصحف الصفراء وللمواقع الألكترونية المشبوهة هذه الأيام عنا ببعيد.

 

آخر سطرين: يا هؤلاء تظاهروا في مسيرة أو مهرجان لبيع الوهم وللضحك على الذقون واستجابة للتعليمات التي صدرت من فوق، وفي الأخير ستعرفون أن الجنوب لأهله ولو انفقتم ما في الأرض جميعاً ومثله معه.

 

*  خاص بشبوة برس