البحث عن استقلال مفقود

2020-04-05 08:43

 

(سيقول البعض لماذا هذا السرد واستعادة المواجع؟ نقول لأنها سبب مانحن فيه ولن نستطيع علاجها إذا تجاهلناها)

 

في 29نوفمبر1967م خرج آخر جندي بريطاني من عدن بعد اتفاق جنيف الذي بموجبه سلمت بريطانيا الحكم للجبهة القومية.

ذلك الاتفاق الذي اضاع استقلال الجنوب ودفع شعبه الثمن باهظا أثناء حكم الرفاق ولا زال الى اليوم يواصل دفع الثمن من اجل حريته بعد ان باعته الجبهة القومية بالتسمية (جمهورية اليمن الجنوبية) وباعه الحزب الإشتراكي عام 90م لصنعاء في ما يسمى إتفاقية الوحدة.

الحقيقة أن الجنوب لم يتحرر الى اليوم فما ان خرجت بريطانيا حتى خلفها السوفيت وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتخليه عن حكم الرفاق (الاشتراكي) حتى تم البيع لاسوأ احتلال عرفه التاريخ بعد ضمه الى صنعاء كفرع ضايع منها تم الحاقه بالأصل(صنعاء) كما يقول المحتلون الجدد .

الجنوب دفع ولا زال ثمنا باهضا من اجل حريته واستقلاله ومصمم على الحصول عليها مهما كان الثمن ؛ ولكن هناك عراقيل تقف في طريقه:

الأول  /الخلافات الداخلية بين القيادات والتكتلات الجنوبية.

الثاني /دخول البلاد في حرب بعد انقلاب الحوثي في 21سبتمبر2014م .

الثالث/ دخول اليمن تحت الوصاية الدولية.

   هذه الأسباب الرئيسية التي تقف في طريق حصول شعب الجنوب على حق تقرير مصيره واستعادة استقلاله المسلوب .

ومع كل التضحيات التي يقدمها شعب الجنوب لانزال نجد من يتمسك بما يسمى (الوحدة اليمنية)! حتى من الجنوبيين أنفسهم.

وهنا نسأل سؤال : ما يسمى الجمهورية اليمنية اسقطها الحوثيين (انصار الله)في معقلها(صنعاء) .

وحكومة الجمهورية اليمنية مشردة في عواصم العالم لن تستطيع العودة الى صنعاء برغم حرب الخمس سنوات الى اليوم .

وبما ان مايسمى الوحدة التي يتمسكون بها ماتت مرتين،في عام 1994م وفي عام 2015م!!.

 عن اي وحدة يتحدثون ومع من يطالبون ان يتوحد الجنوب ؟ مع الحوثيين في صنعاء ام مع الشرعية المشردة ؟ أم مع الخليط المسخ من الطرفين الذي يتم الاعداد له بالتسوية السياسية ؟

من واقع ماسبق ومن تطورات الأوضاع على الساحة نعتقد ان لا حل لهذه المشكلة الا بحصول شعب الجنوب على حق تقرير المصير عبر استفتاء شعبي جنوبي تقرر نتيجته مصير الجنوب في المستقبل .

عبدالله سعيد القروة

4/4/2020