إعادة المؤتمر الوطني لشعب الجنوب إحياء نشاطه الذي استئنافه باجتماع هيئته الرئاسية بقيادة رئيس الهيئة المناضل محمد علي أحمد يجب ألّا ننظر إليه بأنها نشاط أتى ليحل محل أحد، أو يقوض من دور هذا الكيان، أو ينتقص من دور هذه الشخصية الجنوبية أو تلك، أكانت بالداخل أو بالخارج .
فالجنوب - كيانات وأفرادا- الذي تحيق به التحديات المحلية والإقليمية بحاجة الى لملمة شتاته وفتح صدور أبنائه وتشريع أذرعهم تجاه الكل وبالذات أمام القوى والشخصيات الجادة بنصرة القضية الجنوبية ولإخراجها من ربقتها العصية، خصوصا حين تكون تلك القوى كمؤتمر شعب الجنوب الذي رفض معظم رموزه المساومة أمام القوى المتغطرسة بصنعاء في حوار موفنبيك عام 2014م بعد أن وقع في مكيدة الوعود الزائفة، والذي تحول أي الحوار الى مهزلة بائسة بل ومؤامرة لئيمة بعد أن رفضت قوى سلطة يوليو الاحتلالية كل المشاريع التي ترفض أن تنضوي تحت عباءتها الاستعمارية المنمقة. ومن الشخصيات المخلصة المناضل محمد علي أحمد الذي كان في طليعة القوم الرافضين لغطرسة الطرف الآخر ليس فقط أثناء وبعد الحرب الغاشمة على الجنوب عام 94م بل من قبلها.
وبالتالي فمثل هكذا قوى وشخصيات حيّــة فأن الجنوب بمسيس الحاجة لها ولدورها وجهدها ليشد بها عضده ويقوي بها شكيمته سيما أن ما يجمعها بالقوى الجنوبية واسعة الانتشار بالجنوب ونقصد هنا المجلس الانتقالي الجنوبي أكثر مما يفرقها، فيكفي أن نتذكر أن مثل هذه القوى والشخصيات إن لم تفلح بتقديم شيئا للجنوب فأنها بالتأكيد لن تضره وهذا بحد ذاته مكسبا في زمن أضحت فيه المواقف الوطنية والقناعات السياسية تجارة رائجة في سوق نخاسة مزدهرة للأسف.
فالتجارب شهود عدول.
*صلاح السقلدي.