هاهي جبهة فرضة نهم تفجر الموقف عسكريا و تتصدر الاحداث، وتخطف أنظار المتفائلين في ان تكون بداية حسم للمعركة وصولا الى صنعاء العاصمة. فهل يتحقق ذلك بعد اجازة واسترخاء دام اكثر من اربع سنوات؟ وهل حقا حان وقت صحوتها من سبات نومها العميق، فماذا حدث ويحدث هناك ؟
سؤال مشروع يردده كل يمني غيور على وطنه المغدورة بغدر السياسات الفاشلة والاعيب حزب الاصلاح الاخواني الشيطانية.
المعلومات المخابراتية القادمة من مأرب والمتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي والتي اكدتها تقارير بعض السفارات الغربية، تكشف حقيقة ما حدث ويحدث وهذه هي الحقيقة :
١- بعد مذبحة تفجير مسجد مأرب الذي استدعيت اليه القوات الجنوبية للتنوير الديني، اتجهت الأنظار والمعلومات لتؤكد ” ان حزب اخوان اليمن هو المسؤول عن تلك الجريمة المروعة”.
٢- خوفا من اجراء تحقيق في حادثة تفجير المسجد ومن ثم إكتشاف الأمر، فقد خطط حزب الإخوان بالاتفاق مع عناصر حوثية في تنفيذ مسرحية مشتركة موحية بذلك بالتفجير الوهمي للوضع العسكري على جبهة نهم بهدف إبعاد التهمة عن حزب الاخوان وتفويت الفرصة عن محاكمة وزير الدفاع الفريق محمد المقدشي وقائد اللواء الرابع حماية رئاسية العميد مهران القباطي. ومن ثم تهيئة الأمور للتنصل عن اتفاق الرياض.
٣.. كان الاتفاق المخابراتي مع الحوثة ان يتم تبادل اطلاق النار جوا وجبالا ووديانا، مع التصعيد الاعلامي في كل القنوات وخاصة قنوات الشرعية، والحدث والعربية “، مع صاحب الصوت الجهوري ومخترق الجبهات ومحرر السلسلات الجبلية الاعلامي البحريني محمد العرب”. وفعلا فقد طل من على شاشة العربية والحدث ليعلن ان قوات الشرعية “وصلت إلى بني حشيش المجاورة للعاصمة صنعاء، وكالعادة يصرخ ب ” نحن هنا اين انتم ” !!!.
٤- على مدى اسبوع من الانتصارات الاخوانية الوهمية والتقدم في جبهات الهواء الطلق والاعلام الكاذب، فقد اقتلب السحر على الساحر، حيث لم يتحمل الحوثيون الهالة الاعلامية وانعكاساتها على بقية الجبهات، فاتخذوا قرارهم” بسحق جيش الشرعية والاستيلاء على اسلحة دول التحالف الجديدة التي تم الدفع بها إلى عمق جبهة نهم. هذا ماحدث فعلا منذ صببحة يوم الجمعة ٢٤ يناير الحالي. وهنا كانت الكارثة والهزيمة الماحقة بوصول قوات المليشيات الحوثية إلى مفترق الجوف – مأرب والتقدم في العمق واغتنام الاسلحة الحديثة وسقوط مئات القتلى ومثلهم من الاسرى من قوات الشرعية الاخوانية.
٥- الناطق الرسمي لمليشيات الحوثي محمد عبدالسلام اكد بثقة وجود هدنة غير معلنة بين ميليشياته وقيادات في حزب الإصلاح بموجبها تم تجميد جبهات نهم والجوف وغيرها من الجبهات…!! ولم تنفي الشرعية وجود هذه الهدنة..عبدالسلام يقول بأن الهدنة تمت مع قادة في حزب الإصلاح.. مما يدل بأن هذه الجبهات حزبية ولا علاقة لها بالجيش الوطني .. وهنا تكمن شيطنة هذه الهدنة التي هدفها هو التفرغ لجبهة الضالع الجنوبية وسحق مقاومتها. وكنتيحة لهذه الهدنة فان امكانية غزو الجنوب واردة وفقا لمخطط هجوم المليشيات الحوثية من تعز وإب والإخوان من شبوة ومأرب!! يقول الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل رحمة الله علي ” إن الحروب تدور في مجال السياسة، بينما مشاهدها الأخيرة فقط هي التي تنتقل إلى ميادين القتال “.
٦- نقول لإخواننا في دول التحالف العربي بقيادة المملكة، إلى متى هذا التراخي والتوافق ! إلى متى هذا التساهل مع حزب الاجرام الاخواني؟ الم تعتبروا بعد ! الا يكفي سنة سادسة لحرب داحس والغبراء دون نتيجة او نهاية؟ الا يكفي ماصرفتم ولازلتم تصرفوا من اموال وثروات شعوبكم لصالح حرب كاذبة يقودها تجار الحروب من اخوان الشيطان؟
٧- هذه هي حقيقة ما حدث في جبهة فرضة نهم، وباعتراف وزير دفاع الشرعية بان جيشه الجرار أنسحب من المواقع كإجراء تكتيكي.
صدق حكماء العرب قديما عندما قالوا ” لا تدقوا الطبول فوق الجبال فالحروب لن تُخَاض بأنصافِ الرجال”.
٨- أختتم مقالي بهذا المثل العربي الشعبي الشهير.:
استأجر جحا حماراً عنيداً ما إن امتطاه حتى انطلق به مسرعاً، فلا هو توقف لينزل عنه وﻻ انقاد الحمار له ليصل به للمكان الذي يريده
بل ظل يجري به غربا وشرقا وجحا متمسكاً خشية السقوط، وقد بلغ به الإنهاك حد الهلاك وكلما التقاه أحد معارفه يسأله : إلى أين يا جحا ؟ فيرد جحا : إلى حيث يريد الحمار.
وهذا هو حالنا … منتظرون الى اين سيوصلونا اخوان الشيطان ومن يدعمهم ؟