حول إتفاق الرياض ، لن نتفائل حد الإفراط ولن نتشائم حد الإدمان
كتب صديقي ماجد الداعري مقالاً تحت عنوان :- ماذا كسب الإنتقالي من إتفاق الرياض !؟
وذهب في مقاله بنظرة تشاؤم لما صار إليه الإنتقالي وفقاً لما يراه الكاتب ، حول خسارته لكل ما تحقق للجنوبيين خلال أعوام ، بل وذهب لأبعد من ذلك في فرضية مساواته بمكونات وهمية وتلاشيه أو ذوبانه في جليد الشر/عية .
وهنا أود القول: لا اتفاق الرياض سيأتينا بالوطن ، ولا غيره بمقدوره أن يُفقدنا ما حققناه ، وسيبقى هذا الإتفاق في خانة إثبات حُسُن النوايا لدى الأطراف المنضوية تحت عباءة التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات وتسوية الصفوف ، ومحاولة جبر الضرر لكلا الطرفين لئلا تنفرط العُقدة من يد التحالف .
وبهذا الإتفاق يجب ألّا يبني الجنوبيون آمالاً مفرطة ولا تشاؤمٌ كاسر لا يقدم أو يؤخر في ظل هذا التخندق والتحشيد الماثل أمامنا والذي دأبت عليه الشر/عية منذ أشهر مضت ،بل يجب عليهم الإستعداد على كافة المستويات للجولات القادمة ، فليس من العقل الوثوق بأن يقبل تجار الحرب في الشر/عية إنهاء هذه الحرب والتي ينوي التحالف العربي وضع خطة مزمنة لتحقيق نتائج واقعية وليست مجرد أفلام وثائقية تفضي إلى إنهاء الحرب ، فيما يرفض تجار الحروب الإمتثال لذلك الهدف ، وعليه أقدمت الشر/عية على فتح جبهات قتال مع شركاء التحالف وتصالحت مع أعداء التحالف .
فمن كان تاريخه ملطخ بنجاسة الغدر لن يكون ذات يوم على وضوء الوفاء ، ومن تعود على تفصيل ثوب السياسة على مقاسه لن يقبل أن يرتدي هذا الثوب أحداً سواه ، ولأجل ذلك لن يقع الجنوبيون ضحية نظرية العصا والجزرة ، وفي الوقت ذاته لن يقبلوا بتغيير مسار القطار التي حددها الشعب وفوض الإنتقالي بطرحه أمام الجميع .
وفي خضم هذا الصراع لن يتفائل الجنوبيون حد الإفراط ، ولن يتشائموا حد الإدمان .. ولن تنجح الشر/عية في تقديم العربة على الحصان .