يعتبر الحوار الذي جرى في فندق موفنبيك في صنعاء خلال الفترة منذ أن بدأ أولى جلساته في 18 مارس 2013، بالعاصمة اليمنية صنعاء، وأستمر لمدة عشرة أشهر حتى 25 يناير 2014، هو أساس الواقع المعاش اليوم، وأول لبنات تأزّم الامور وتعقيدها، بعد ان اعتقد الجميع بأنه سيشكّل مخرجا مهما لإنهاء وانحسار مشاكل البلد، وسينهي التأزيم المزمن للأحداث فيها
يدعي قادة وسياسيي ومنظري شرعية الرئيس هادي، أنهم يريدون تنفيذ مخرجات حوار موفنبيك.
ما المانع لهم من التنفيذ منذ الخمس السنوات الماضية؟
أليس استحالة تنفيذ تلك النتائج هي أهم سبب يمنعهم؟
بالاضافة لعدم واقعية المخرجات بإقامة الاقاليم وطريقة تقسيمها؟
والأهم هو رفضها قطعيا من قبل من شاركوا فيها من الجنوبيين وحتى الشماليين.
عدم واقعية النتائج وعدم تقبل تلك النتائج انعكس سلبا على كل المجريات؛ بعد الوصول لطريق مسدود مع أهم واقوى أطراف القضايا في اليمن شماله وجنوبه.
يتشدقون بالمخرجات كشعارات حنّانة رنّانة.. وقد فشلوا في التنفيذ وهم في اعلى مراحل قوتهم، ويتربعون على رأس السلطات في صنعاء، فما الذي استجد فيهم اليوم غير الوهن والضعف الذي يتدرّج الى الأسوأ على مدى خمس سنوات منذ انتهاء حوارات موفنبيك.. وازداد رافضي ذلك الحوار قوة وعنفوانا وصلابة.
الإتجاه جنوبا اليوم بالتصعيد والتأجيج المستمر واثارة الجنوب وأهله لن يجدي نفعا، وسيزيد الطين بلّة، ولن يتم لهم تنفيذ الحوار من سيئون ولا من شبوة ولاحتى من العاصمة عدن.
وكذلك لن يتم تحرير صنعاء بمعاداة الجنوب وقضيته الوطنية المعترف بها دوليا، بل بالمزيد من الالتفاف وكسب الجنوب واهله ومناصرة قضيته وتطمين الجميع بإمكانية إدراك الحلول لكل القضايا في البلد، عن طريق الحوار والجلوس لايجاد الحلول، وليس بالتعالي والغطرسة والاستعراض، ورفض الحلول الواقعية الممكنة اليوم من اجل الوصول للمبتغى في الغد القريب
لن يؤسس الأقاليم جنوبا صاحب نظرية الاستمتاع ولا وزير الزراعة السابق صاحب نظرية المخالب عند تسلّمه لمهام وزارة الداخلية، وحامل العصاء في مدينة سيؤون اليوم، برغم كونها رتبة عسكرية كان يتمنطقها من سابق الرئيس السوداني عمر البشير، ولم يشفع له حملها شيئا..
والسعيد من اتعظ بغيره والشقي من اعتبر بنفسه.