منتصف فبراير الماضي، التقيت قريبي بالصدفة امام ملعب المدينة الرياضية بالشيخ عثمان، ومعه شخص أخر يبدو غريبا لم أره من قبل.
يبدو عليه الوقار "لحية سوداء وربطة رأس بيضاء، وقميص أبيض قصير، يميز السلفيين عن غيرهم.
توقفت للسلام عليهما، وسألتهما ان كانا يريدان الذهاب الى خور مكسر "وجهتي"، لكنهما أخبراني انهما يريدان الذهاب الى حاجز أمني للحزام الأمني يعرف بحاجز المجاري شمال شرق عدن على الطريق الواصلة بزنجبار أبين.
لم اسألهم عن السبب، وغيرت مسار طريقي نحو الوجهة التي يريدان.
كنت جينها اسمع الى المذياع، واغنية للفنان الراحل محمد عبده زيدي، في رائعته (حبيب العمر)، كنت منسجما مع الاغنية وزيدي بصوته العذب " كيف اقدر اشرحه لك يا حبيبي كيف أقدر، المهم أني احبك أحبك فوق ما عقلك تصور".
كان الصوت منخفضا، لكن الشخص الجالس في المقعد الخلفي، طلب مني خفض الصوت بشكل أكثر او اغلاق المذياع بشكل نهائي، احترمت رغبته وأغلقت المذياع وواصلنا السير إلى ان وصلنا قرب الحاجز الأمني.
كان قريبي وصديقه يتهامسان بشأن موضوع شاب أوقفته قوات الحزام الأمني نتيجة مشكلة حصلت في لودر، كما عرفت لاحقا.
كان يقول بصوت مرتفع، با نحاول مع الحزام الأمني يطلقوا سراحه وبانشوف كيف نحل المشكلة وديا.
تدخلت في الحديث بينهما، قائلا "اعطوهم أي حاجة وبا يفكوا له"، ربما كان تدخلي في الحديث محاولة لاستفزاز الرجل الملتحي، ومنتظر ردة فعله، لكنه رد بلطف، "هؤلاء لا يقبلوا فلوس لو تعطيهم كنوز الدنيا".
شعرت بفخر كبير، وامسكت مقود السيارة بقوة وحماس "لدينا قوة أمنية جنودها يرفضون الرشوة"، ونحن في زمن أصبحت الرشوة فيه شيء مباح، بل وضروري لإنجاز أي عمل.
دخلنا الى المعسكر الذي يقع بجانب الحاجز الأمني، وهناك قابلت صديقي نائف الردفاني، وهو المسؤول الثاني في المعسكر، احتضنته وهمست في اذنه، انتم فخرنا، ونحن نفخر بكم، واخبرته بما دار.
نائف الردفاني شاب وقيادي أمني له بصمات كبيرة، وشاب افتخر فيه ليس لأنه صديقي ولكن لأنه ابن ردفان، فرجال ردفان لهم مكانة خاصة في قلبي.
رجال قوات الحزام الأمني ضبطوا أموال ضخمة كانت بعض الأطراف تحاول تهريبها من عدن، وتم استرجاع تلك الأموال الى البنك المركزي، على الرغم من ان المهربين عرضوا أموال كبيرة كرشوة مقابل السماح لهم بإخراجها من عدن، وطبعا حوادث احباط تهريب الأموال كثيرة ومتعددة ونشرت على وسائل الإعلام.
"قوات الحزام الأمني"، حققت على الصعيد الأمني نجاحات لم تحققها أي قوة أمنية، وما الهجمة الإعلامية التي تتعرض لها منذ تأسيسها الى اليوم الا انزعاجا من الضربات التي وجهتها القوات لأوكار الإرهاب المدعوم من بعض الأطراف الإقليمية التي ترعى وتمول الهجوم الإعلامي على الحزام الأمني وقوات النخبة.
تمتلك القوات احترافية كبيرة "عسكريا وأمنيا"، بالإضافة الى ما تحقق من انتصارات في عدن وأبين وشبوة وحضرموت، ها هي القوات تحقق انتصارات نوعية في جبهة الضالع.
رغم انها قوات حديثة، الا انه مقاتلوها أصبحوا محترفين في الجانب التكتيكي العسكري والأمني، وما الخسائر البشري التي مني بها الحوثيون في شمال الضالع الا خير دليل على ان هذه القوات أصبحت تقاتل باحترافية كبيرة.
أكتسب المقاتلون الجنوبيون خبرات كبيرة، من خلال التدريب العسكري الذي يشرف عليه خبراء من السودان والإمارات، وأصبح الجندي يقاتل باحترافية وبتكتيك عسكري مدروس.
تجاهد القوى اليمنية المعادية للجنوب لحل هذه القوات وضربها، ومع ذلك، ومع ذلك، أصبح التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات يراهن على هذه القوات في تحقيق انتصارات ضد مليشيات الحوثي، ولا ننسى الإشادة بقوات العمالقة التي لها من اسمها نصيب، وغيرها من القوات الوطنية التي تقدم تضحيات في سبيل تحقق الأمن والاستقرار الذي افتقده الجميع خلال أكثر من ثلاثة عقود.
حفظ الله رجال الجنوب في كل مكان، ونسأل الله في هذه الساعة المباركة ان ينصرهم على الأعداء الغزاة المعتدين على بلادنا وأهلنا.
#صالح_أبوعوذل