لا أجد وصفا يمكن ان أصف به واقع الحال في بلدنا.. كنت ولازلت اعتقد انه موطن الامل..
كنا نعيش في زمن مضى ليس بعيدا، الهدوء والسكون والطمأنينة..
هكذا تميزت بلادنا حضرموت ووصفت بأنها منبع ومنبر للعلم والدين
نشر اسلافنا الاسلام في مشارق الارض ومغاربها لابقوة السيف ولكنهم نشروه بما تشبعوا به من هدوء وسكينة تزوّدوا بها من هذا البلد الطيب واهله
هو فعلا وحقيقة بلد طيب مهما حاول ناكري الإنسانية فعله من جنون للبشاعة بالقتل والتدمير والجريمة.. لن يمضوا إلى مبتغاهم فنحن حضارمة
نعيش في وادي حضرموت اليوم حالة من الرعب الشديد تعصف بنا الفجائع فلا يكاد يمر وقت حتى تصعقنا عاصفة حزن جديدة يتفنن أعداء الحياة والسلام والإنسانية في إختيار توقيتها وضحاياها بعناية شديدة بحيث لاتكون مقبولة ولامعقولة ولاتنتمي لعقل كائن بشري عادي بل تخرج عن كل مألوف او مايمكن ان يكون حتى شيطانيا او جهنميا.
المهم ان تترك ألما لايستطيع تحمله أو نسيانه او حتى مجرد التفكير به عقل إنسان سوي ابدا
بالأمس وفي يوم الجمعة الاخير قبل قدوم الشهر الفضيل تم في مديرية القطن قتل كل معنى لشئ قد يتصف بالحياة او السكون او الهدؤ
بل يمكن ان نقول انه محاولة لشطب الانسانية من قاموس وادي حضرموت وانتصار الرعب والخوف والالم
الحادث الذي حصد الشاب والكهل والطفل بل واخذ معه الفرح بمفهومه العام
كيف يحدث ذلك القتل وبتلك الطريقة وبمنتهى التنكيل ليس بالضحايا وذويهم بل بكل اهل حضرموت دون ان يحرك لدى من ولي الامر شيئ غير بعض الكلمات التي تلوكها الالسن وتدبج بها الصفحات من استنكار او شجب.
اليس فينا من رجل رشيد؟
الايوجد لاهل الحل والعقد وجود بيننا؟
اين من يستميتون في تسمياتهم وصفاتهم بالنخب او المرجعيات او غيرها من الكلمات والصفات التي تفقد اليوم معناها مما يحدث في بلدهم! اليسوا معنيين أكثر من غيرهم بالتصدي والاستبسال؟
أم أنهم فقط ممن يجيدون تدبيج الصفحات وحب الظهور على المنصات.
لسنا بحاجة اليوم لكلمات وبيانات؛ البلد بحاجة لعمل دؤوب ومكتمل
لايمكن لأحد ان يحتكر لنفسه الزعامة او لأسرته او لقبيلته نحن بحاجة للإلتفاف حول بعضنا البعض صغيرنا قبل الكبير بدون صفات ولانعوت فالخطر محدق بالجميع والكل في دائرة الوقوع في فخ القتل والارهاب والتنكيل
مامعنى أن يحدث كل هذا القتل والتدمير والخراب دون ان يتم القبض على اي جاني ولو شخص واحد في قضية واحدة من كل الحوادث التي مرت بنا في وادي حضرموت.
هناك من يتّهم الناس بعدم التبليغ أو التقاعس، كيف بالله عليكم سيتفاعل الناس مع جندي يقف بالنقاط المختلفة لاهمّ له سوى الحصول على جباية ممن يمر.
كيف للناس ان تثق في جندي منوط به تنظيم المرور او الحراسة ضمن نقطة او طقم عسكري يقف هنا او هناك ولا هم له سوى الحصول على مبلغ من مخالف يمر دون رقم، او قاطرة تحمل حمولة في طريقها إلى مستودع للتفريغ لأن له أشهر بدون راتب.
كيف للناس ان تبلغ معسكر يمر بجانبه موكب مدجج بالسلاح ويطلق الاعيرة النارية فرحا بزواج فلان بن فلان او علان بن علان وقد يشارك ذلك الجندي اولئك المحتفلين بإطلاق اعيرة من خلال طقمه العسكري حتى وان كان مضادا للطيران، كما ان كثير من الحوادث قد حدثت على مقربة من معسكرات دون أن تحرك تلك المعسكرات ساكنا.. وما حادثة مقتل الجندي صالح هادي مدندن أمام محطة محروقات بن عبودان في القرن بسيؤون عنا ببعيد فموقع الحادث يتوسط المعسكرات المختلفة بالمدينة، من أمن عادي لأمن مركزي وقيادة المنطقة العسكرية بل وحتى مركز قوات التحالف
كيف ستأتي ثقة المواطن بهؤلاء وفي ظل هكذا اوضاع! ؟
لأن تعطى الثقة يجب ان تكون اهلا لها
#صالح_فرج
السبت4مايو2019م