أرى بأن تصريح رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي أمس في لندن يلامس الواقع، ويدل على استيعاب عميق لمتطلبات المرحلة، فالحقيقة أن بريطانيا لها دوراً بارزاً في صنع إرث حضاري وثقافي عريق في الجنوب.
ففي عهدها شيد ميناء عدن ووصل إلى ثالث أهم موانئ العالم في حينه، وأسس نادي التلال كأول نادي رياضي في الجزيرة العربية، وأنشئ أول تلفزيزن وأول إذاعة في المنطقة، وعمر شارع المعلاء الذي كان يضرب به المثل حينها، وبنيت ساعة بيج بن كمعلم سياحي عالمي، وشيدت المستشفيات والمدارس، وشهدت عدن حراك اقتصادي وثقافي جعلها أحد أهم مقاصد التجارة في المنطقة.... الخ.
اليوم بريطانيا تعد أحد أهم اللاعبين الدوليين في إدارة دفة الأزمة الراهنة في المنطقة، ولم تعد محتلة لأراضينا، ومن الجدير بك أن تغلق ملفات العداء الماضية، وتفتح صفحة جديدة من التعاون والتكامل وتبادل المصالح.
لم نعد اليوم بحاجة لصنع أعداء، وحتى الأخوة في الشمال "الجمهورية العربية اليمنية" سنحرص على أن نبني معهم علاقات ودٍ وتعاون وحسن جوار.
الجنوب اليوم وعي الواقع جيداً، وخلع جدران العزل وخرافات الماضي التي عزلتنا لأكثر من نصف قرن عن المحيط والعالم أجمع بشعارات هوجاء، وسياسات مصطنعة تفتقر إلى الوعي والإدراك..
من ينتقد تصريحات الزبيدي فهو إما مغيب عن الواقع، أو يبحث عن نقد يفتقر إلى الإدراك الواعي بمقتضيات المرحلة.
#ألدبلوماسية - الجنوبية - تنتصر.