من خلف قضبان الظلم وطغيان الاحتلال الثلاثي الأحمري، أكتب بعض الذكريات عن رفيق دربي في ساحات الشرف والكرامة ضد الاحتلال الثلاثي الأحمري، فقيد الجنوب والشمال، المناضل علي صالح عباد مقبل، أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني، رحمة الله تغشا روحه الطاهرة..
في يوم 6/7/2007 كان لي شرف المشاركة في صنع يوم 7/7/2007 كان لنا لقاء في منزل فقيد الجنوب عمي المرحوم محمد ناصر الجعري في خورمكسر، رحمه الله وطيب ثراه
مع مجموعة من المناضلين في الحراك السلمي الجنوبي، أتذكر منهم المحامي يحيى غالب الشعيبي والمحامي علي هيثم الغريب ود. محمد حسين ود. الخضر ناصر الجعري والعميد ناصر علي النوبة وأحمد بن فريد العولقي، وكثيرين لا تسعفي الذاكرة بهم حاليا..
وكان النقاش حول يوم غد والتحضير بالشعارات المكتوبة التي ستكون في منصة ساحة العروض مكتوبة باللغة العربية والإنجليزية..
كلفت بأخذ بيان الاجتماع إلى رئيس تحرير صحيفة «الأيام» الشهيد هشام محمد علي باشراحيل، رحمه الله وطيب ثراه، في نفس اللحظة وعدت إلى المنزل بعد تسليم بيان الاجتماع.
وفي اليوم الثاني 7/7/2007 انطلقت من منزلي في منطقة العريش إلى ساحة العروض ووجدت عناصر من الأمن السياسي والقومي والأمن العام والشرطة العسكرية قد حاصروا الساحة من كل جانب، وكان بعض العملاء من أبناء جلدتنا الذين باعوا شرفهم وكرامتهم يدلون عناصر الأمن في نظام (الطاغية المثلج عفاش) علينا، وكان الناس في حالة غضب، فجأة ظهر لنا فقيد الجنوب المناضل علي صالح عباد مقبل يدخل ساحة العروض بسيارته، هنا انطلق المواطنون بسرعة البرق إلى جانب القائد المناضل (مقبل)، رحمة الله عليه، فاقتحمنا ساحة العروض بالقوة.. وبعد مضي ساعات لم يحضر العميد النوبة، أبلغت د. الخضر الجعري، قلت له حصل مكروه للأخ ناصر النوبة، وفعلا تواصل مع بعض الشباب في المنصورة “بيوت الجيش” فقالوا تم اقتحام منزل النوبة وأخذ إلى جهة مجهولة، هنا تم إبلاغ المحتشدين عن ذلك وتم إعلان العصيان حتى حضور العميد ناصر النوبة، وفعلا تم الإفراج عنه وأتى إلى ساحة العروض،
ومن هنا أعلن فك الارتباط والعصيان المدني وثورة الحراك السلمي الجنوبي.
اليوم أخاطب روحك الطاهرة أخي ورفيق دربي علي صالح عباد مقبل.. لقد تعلمت منك الحكمة والصبر، تعلمت منك معنى النضال الحقيقي.. كنت لي وللكثيرين من أبناء الشعب الجبارين، شعب الجنوب العظيم والشعب اليمني، مدرسة النضال الحقيقي في الدفاع عن المظلومين والبسطاء المساكين والمستضعفين..
كان لي شرف اللقاء بك أكثر من مرة في منتدى «الأيام»، عند الشهيد هشام محمد علي باشراحيل..
اليوم (أمس) تواصلت بنجلك شفيق فأبلغته تعازي الأسرة.. أسأل الله عزوجل أن يرحمكم ويغفر لكم ويسكنكم فسيح جناته.. هكذا هي الثورات، يخطط لها العباقرة، وينفذها الشجعان، ويستنفع بها الأنذال..!
حسبنا الله ونعم الوكيل، لا حول ولا قوة إلا بالله، قدر الله وما شاء فعل..
على خطى الشهيد نسير.. حتى تقرير المصير.. سجل أيها التاريخ للأجيال القادمة.
ثورة ثورة يا جنوب.. الجنوب قادم رغم أنف الحاقدين.
الشهيد الحي بإذن الله
أحمد عمر العبادي المرقشي