سؤال منطقي: هل مشاركة الجنوبيين الفاعلة والمخلصة مع الأشقاء في التحالف في خوض غمار الحرب كانت خطأ إستراتيجيا أم خطوة أعلنتها عوامل كثيرة منها طبعاً تطهير أرضنا وحماية ترابها من ويلات المشاريع التي كانت تعتمل وتمضي باتجاه قلب معادلات كثيرة في المنطقة عموماً؟
ما يعني أن المضي في هذا الخيار كان صائباً لا شك فيه، ولم نمضِ وفق قول البعض معصوبي العينين أو أننا لم نملِ شروطنا فيما يخص قضية الجنوب الأساسية وفق رؤية البعض.
فالمسألة أيضاً تعنينا ولولا قوات التحالف العسكرية لما تحقق النصر ولا يمكننا في هذه الأثناء أن نشير إلى سوء التقديرات بالنسبة لنا لقد خاض أبطال المقاومة الجنوبية حربهم ضد تلك الطائفة التي استهدفت عقيدتنا بدرجة أساسية وأرادت أن تؤسس على أرضنا موقع قدم لوجود يتعارض تماماً مع الأشقاء في الجوار الإقليمي ويهدد أمن المنطقة عبر السيطرة على أهم الممرات المائية، الأمر الذي جعل أبناء الجنوب بتلك الهبة الأسطورية التي استطاعت وأد ذلكم المشروع الخطير.
وها نحن بعد مضي أربع سنوات من الحرب لا نزال بذلكم القدر من الوفاء والتضحية، ولا يمكننا أن نمنّ بهذا العطاء على الأشقاء فقد كانت تضحياتهم أيضا واسعة، إلا أن ما يخطر في بالنا في الجنوب هو ما تخفيه بعض الخطوات التي لا تشعرنا بالطمأنينة والوضوح من موقف الأشقاء تجاه قضيتنا الأساسية، حتى أن البعض يشير إلى مرارة الخذلان القادمة ربما تشفياً بالجنوب ومقاومته.
أو من منظور معطيات كثيرة ليس في نذرها ما يشير إلى تبني موقف واضح من قضيتنا، إن لم يكن ما نلمسه حرصاً على عدم تناول الجنوب حتى من زاوية تاريخه ووجوده الجغرافي أو منظور معاناته البالغة على مدى عقود.
ما يرجح معه البعض قولهم إن مرارة خذلان قادمة سوف تلقي بآمال وتطلعات شعبنا وتعصف بحسن نوايانا إلى الأبد، فماذا لو حصل هذا الخذلان؟ لا شك أنه يستطيع فعل كل شيء، وربما يضعنا في هذا الجزء من العالم أمام واقع عدم الاستقرار، والمنطقة عموماً.
عند إذن سيفقد الجوار الإقليمي واحداً من مكامن قوته وسبل أمانه وهي امتدادات الجنوب الواحد بقواه البشرية وحجمه الجغرافي، ما يعني أن الأمور لو حدثت سوف تعصف بكافة الحسابات التي يتأسس إثرها وضع مغاير لا يمكن عودته إلى سابق عهده.