يتأثر الإنسان دوما بمحيطه سلبا أو إيجابا
فحضرموت متمسكة اليوم كثيرا بل وبشدّة بالتقسيم الطبقي والاجتماعي الذي أعادت إحيائه وبكل مساوئه فترة حكم العفافشة للبلد وأججت كثيرا من الصراعات والتقسيمات الطبقية بين فئاته مما أدى للفشل وضعف الانتماء الوطني.
البعض ينطلق من ان الوطن هو قبيلته او فئته الاجتماعية او السلالة التي ينتمي إليها وللاسف الشديد التقسيم الطبقي والاجتماعي قاتل ومدمر للمواهب واليوم اصبح الجميع يتصارع على الماضي اكثر من التنافس على صنع المستقبل والغد الجميل لنا ولأجيالنا
يذرف الدموع كثيرا من الحضارم على ان نجاح الحضرمي ارتبط فقط بالعالم الخارجي فالحضرمي ناجح جدا خارج حدود أرضه ويُضرب به المثل في التفوّق والنبوغ وعلى كل الأصعدة؛ بينما يعاني الحضرمي داخل بلده سواء أكانت حضرموت أو اليمن بشكل عام..
برغم ان الفشل الحضرمي الذي يُذكر دائما ويتم التحسّر بسببه هو الفشل سياسيا أو قياديا.. ولنكن واقعيين في الطرح
المسئول الحضرمي الذي يتربع على قيادة أي موقع هنا أو هناك بداخل الوطن
من أين أتى؟
وكيف أتى؟
ومن الذي جاء به لهذا الموقع القيادي أو ذاك؟
هل هي مؤهلاته فقط
هنا مكمن الفشل فالحضارم بطبيعتهم ملتزمون بل ومتفانون
حقيقة تقال جلّ القيادات الحضرمية لو سألتهم كيف جاءوا إلى مواقعهم لأخبروك بأنها الصدفة المحضة بل ان البعض منهم يؤكدون تفاجئهم بالفوز بهذا الموقع أو ذاك برغم انه لايعتبر فوز بل حظ لأن الحصول عليه لايخضع لمعايير محددة أو إجتياز إختبارات يشترك فيها مجاميع من المؤهلين لذلك
في الماضي كانت السلطنات والمشيخات ورجالها فقط هم ومن رضوا عنه من يتقلد المناصب الرفيعة في البلد وان أسندت مهام لغيرهم من خارج هذا النطاق فهي مهام في مواقع جلها خدمية
بعد فترة السلطنات والمشيخات كان الولاء للثورة والثوار ومن ولّوه ووالاهم
وجاءت الفترة الاشد وهي فترة الحزب (الشرف - العقل - والضمير للشعب) وهي كافية بدون شرح لمن يمكن ان يتولى المناصب؛ برغم ان للحزب تجارب ومحاولات لإنهاء الصراع الطبقي وتخفيفه وقد نجح في التقليل من تأثيره
جاءت بعد ذلك فترة التوهان في كل شئ، فلكي تتولى منصبا او موقعا قياديا فلابد ان تكون منتميا للعفافشة أو من لفّ لفّهم مع اختلاف التسميات من مؤتمر لإصلاح أو للقبيلة والمشيخة أو التقرب من أحد ابناء أو أصحاب اولئك هنا أو هناك وبطريقة أو بأخرى واضيف بعد ذلك الانتماء للقاء المشترك
لم تكن المسئوليات والمناصب حكرا على من يستحقها او يثبت نجاحه في هذا الموقع أو ذاك
الشخص المناسب في المكان المناسب هذا الشعار أو المصطلح تلوكه الألسن فقط ولايعمل به إلا كشعار لمّاع أو عبارة براقة يستثمرها المتسلطون على الرقاب لمزيد من التسلّط
فأصبحت العنصرية هي الأساس والطاغية في الاختيار لتولي حتى المسئوليات البسيطة هنا أو هناك وعرضة لمزاج هذا القائد أو ذاك الوكيل أو المحافظ
والعقول اللي تستحق ان تشغل هذا المنصب أو ذاك بجدارة يتم تجاهلها ومحاربتها حتى تترك البلد بما فيها وتهاجر لأرض الله الواسعة وتبحث عن نجاحها هناك ويتم لها ذلك
ولو نظرنا حولنا في اليمن ولما يعتمل في ارضنا من تولي بعضا من مسئولينا هنا أو هناك ممن لايصلحون اصلا لأي مسئولية غير تقديم فروض الولاء والطاعة لأولياء أمورهم ممن جلبوهم لهذا الموقع أو ذاك، فاي بقعة في الارض تسلّم فيها مسئولية لامثالهم ستكون النتيجة انتاج يمن في تلك البقعة
الحضرمي ناجح بطبعه حتى في ولائه لزيد أو عمرو لذلك نجح الحضارم كثيرا في تقديم فروض الولاء والطاعة لكي يستمروا بل ويتسمّروا قدر الإمكان في مناصبهم ومواقعهم التي تقلدوها وبذلوا كل جهدهم في تقديم الولاءات لأنها الطاغية على أي شئ آخر للحصول على المنصب أو الإستمرار فيه واستمروا ايضا من خلال مسئولياتهم في البحث عمن يواليهم من موظفين يتبعون مكاتبهم إضافة إلى ان بعض هؤلاء لايستحقون تلك المواقع اصلا فيحاربون كل جدير بعمله او مبدع فيه
لم يكن البحث يوما عن شركاء في تولي المسئوليات أو المناصب في البلد أو وضع الرجل المناسب في المكان المناسب
لذلك فشل الحضارم في أرضهم.. ونجحوا خارجها لأنهم لم يأتوا لتلك المواقع إلا باستحقاق كامل لا مجاملة فيه ووجدوا هناك من يقدر كفاءاتهم ومواهبهم
#صالح_فرج