توفي صباح يوم الثلاثاء 21 اغسطس 2018 الكاتب والروائي العربي الكبير حنا مينه عن عمر ناهز 94 عامًا في منزله في سوريا، وهو أحد كبار كتاب الرواية العربية إن لم يكن أكبرهم يلقب بـ “شيخ الروائيين العرب”.
حنا مينه روائي سوري ولد في مدينة اللاذقيه سنة 1924 عاش طفولته في إحدى قرى لواء اسكندرون على الساحل السوري وفي عام 1939 عاد مع عائلته إلى مدينة اللاذقيه وعمل في مهن كثيرة، وكتب مسلسلات إذاعية باللغة العاميه إلى أن تفرغ بشكل كامل لكتابة الروايات والقصص.
ويعتبر من الشخصيات الكبيره في كتابة الرواية العربيه، وأسهم في وقت سابق في تأسيس رابطة الكتاب السوريين واتحاد الكتاب العرب.
كتب العديد من الروايات والقصص معظمها تدور حول البحر وأهله، ومن أعماله نهاية رجل شجاع، المصابيح الزرق، الياطر، الشراع والعاصفة، الأبنوسة البيضاء، القطاف، بقايا صور، والمستنقع.
وإلى جانب لقبه السابق حمل مينه لقب “أديب الحقيقة”، وتعتبر رواية “المصابيح الزرق” أولى رواياته الطويلة التي كتبها في عام 1954.
في الرابعة والثمانين من عمره (عام 2008) كتب الروائي وصيّته ونشرها في الصحافة بشكل علني وتمنى فيها حينها ألا يحتفى به ميتًا وألا يبكيه أحد ولا يحزن عليه أحد وألا تقام له حفلة تأبين، وأصر على جنازة “بسيطة جدًا” مثل حياته يحمل نعشه فيها أربعة أشخاص “غرباء”من دائرة دفن الموتى ثم يهيلون التراب على جثمانه وينفضون أيديهم من بعد وكأن أمرًا لم يحصل.
يشكل رحيل الروائي حنا مينه خسارة كبيره ليس للرواية العربية فحسب إنما خسارة ايضا للادب العربي والعالمي لما اتسمت به أعماله الأدبية من طابع انساني وبعد عالمي لم ينافسه عليه أي من الروائيين العرب لاسيما في مجال أدب البحر الذي أعطى فيه بلاحدود.
لقد كان مينه مثال للمثقف العربي الملتزم والمنافح عن قضايا أمته العربيه، وتكفي الاشاره الى واحده من مواقفه الوطنية والقومية والتزامه لمبادئ وقيم أمته عندما سئل ذات يوم ما إذا كان يحلم بان ينال جائزة نوبل في الأدب فكان رده قاصما حاسما وقال: "الجائزه المسماه نوبل لاتليق بي لأنني لست مستعداً لخيانة وطني أو الغدر بأمتي".
سيظل أثر حنا مينه وماتركه من نتاج أدبي وروائي فخر للمكتبة العربيه وللثقافة العربية بشكل عام.. وستظل الاجيال العربية القادمه تنهل من هذا الكنز العظيم الذي تركه هذا الاديب الكبير.
ابوعماد الجابري..