- الأمم المتحدة والأطراف الغربية الفاعلة في الأزمة اليمنية وعلى وجه الخصوص أمريكا وبريطانيا، يريدون إنهاء شرعية الرئيس هادي لتنتهي معه شرعية تدخل التحالف وتتوقف الحرب على الحوثي، وبهذا يكتسب الحوثي شرعية شعبية وسيطرة عسكرية على الأرض ضمن نطاق سيطرته، بما فيها الحديدة التي يحرص الغرب على عدم سقوط الحوثي فيها لأن فقدانه الحديدة يعني نهايته، بينما إسقاط شرعية الرئيس هادي يحقق للحوثي نصراً لن يستطيع تحقيقه بأي وسيلة أخرى.
- تدبر الغرب الأمر جيداً فوجدوا إن الطرف الجنوبي ممثلاً بالمجلس الانتقالي الجنوبي بما يمتلكه من قوة عسكرية هو الآخر صاحب مصلحة في إنهاء ما يطلق عليه بالشرعية لأنها تقف حجر عثرة أمام مشروع استعادة دولة الجنوب، بل أصبحت قوى دخلية على الشرعية تستخدمها لتجعل من الجنوب ساحة لتسلطهم.
لهذا سعى الغرب إلى مغازلة الانتقالي، وإرسال تلميحات وإشارات عدة بهدف الدفع به لإطلاق رصاصة الرحمة على ما يطلق علية بالشرعية التي تترنح في سكرات الموت.
- المجلس الانتقالي الجنوبي من جهته يعي تماماً إن الأمم المتحدة ودول الغرب وخاصة أمريكا متقلبة، لا ثبات في مواقفها، ويدرك أيضاً مدى تبعات ذلك الأمر على الرئيس هادي والتحالف العربي، ولهذا قرر أن لا يعادي هادي نزولاً عند جنوبيته، وعدم ضرب المشروع العربي الذي تقوده دول التحالف العربي في مقتل حتى لا يكسر شوكتهم في وقت هم أحوج ما يكونون إليه، خصوصاً إن دول الغرب يريدون الانتقالي يقطع حبل الشرعية قبل أن يتمكن التحالف من تحرير الحديدة من يد ميليشيات الحوثي.
- تجاهل الانتقالي لكل إشارات الغرب من أجل إسقاط الشرعية، أثار غضب أمريكا ضد الانتقالي، وانعكس موقفها الغاضب في تصرفات المبعوث الأممي ومكتبه، فرغم قيام الرجل بزيارتين إلى عدن، إلا إنه لم يعرج في أيٍ منهما على مقر المجلس الانتقالي أو يلتقي بأحدٍ من قيادات المجلس، بل يكتفي بإرسال وفد خاص أمني أو إنساني للقاء قيادة المجلس بالتزامن مع كل زيارة يقوم بها إلى عدن.
- غضب أمريكا لم ينتهي عند هذا الحد، بل تصاعد ليظهر في تصريحات للمبعوث الأممي الذي أصبح يتحدث فيها عن اقتراب المفاوضات بين الطرفين المتصارعين (يتحدث عن طرفين) وهو ما يناقض ما تضمنته إحاطته المقدمة لمجلس الأمن الدولي يوم 17 ابريل التي أكد فيها بأن لا حل للأزمة في اليمن إلا بالاستماع لأصوات ومطالب الناس في الجنوب.
- بادر مكتب المبعوث الأممي في الأردن وبالتزامن مع مساعي المبعوث لإيقاف الحرب في الحديدة، لعقد عدة لقاءات مع شخصيات جنوبية، يحلو له وصفها مجموعات جنوبية، مع إنها مجرد شخصيات لا تمثل سوى نفسها، بينما لا وزن فعلي لها على الأرض.
- يقوم مكتب المبعوث الأممي بانتقاء الشخصيات التي يلتقيها بعناية فائقة واستفزازية للانتقالي، فجميعها شخصيات مناوئة للانتقالي، ومرتبطة بمشاريع سياسية مخالفة لمشروع الجنوب الذي تتبناه الجماهير بل هي مشاريع قوى معادية لتطلعات شعب الجنوب.
في الوقت ذاته تجاهل مكتب المبعوث الأممي وبشكلٍ فاضح كل القوى السياسية الجنوبية المعارضة للانتقالي تنظيمياً والمتفقة معه في الهدف الملبي لتطلعات شعب الجنوب.
- ما زال اللعب والإبتزاز مستمراً، حيث يعمل مكتب المبعوث الأممي على التهيئة لرعاية وتنظيم حوار جنوبي جنوبي، ويريد أن يكون ذلك الحوار بين الانتقالي وتلك الشخصيات الراغبة بإعادة الجنوب إلى أحضان صنعاء، مستمراً في تجاهل القوى الجنوبية الأخرى لأنها تتبنى ذات الهدف الذي يتبناه الانتقالي، لعلمه إن وجودها إلى جانبه في الحوار سيدفعها لتجاوز خلافاتها التنظيمية معه للحفاظ على المشروع الجامع الذي يمثلونه جميعاً، على عكس ما هو عليه الحال بالنسبة للشخصيات المؤدلجة المتبنية لمشاريع قوى معادية لشعب الجنوب.
- فهل يعي هادي والتحالف ذلك ويعرفون مع من يتحالفون، ويحافظون على من يحافظ عليهم ؟
#أنيس_الشرفي
12 يوليو 2018 م