النسخ واللصق.. فنون وجنون

2018-05-24 18:12

 

كثير الاشخاص من المشتركين في مجموعات التواصل الاجتماعي "الواتساب" لايفرقون بين ماهو المشوق وماهو الممل في ماينشرونه، بل البعض لايميزون بين الغث والسمين من المنشورات فتراهم كحطاب ليل يرمون كل منشور يصادفونه أمامهم أو لاقى هوى لديهم.

تجد أحدهم يفتح جواله ويدخل على الواتساب وبدون استعراض لما تم نشره وتداوله من قبل يبدأ عملية النسخ واللصق وكأن مهمته هي هذه، أو كأن الأعضاء كانوا في انتظاره ليقوم هو بنقل المنشورات لهم.

فكثير من الناس تجده ينسخ ويلصق دون أن يتأكد ما إذا كان المنشور الذي يريد نقله قد تم نشره من قبل في هذه المجموعه ام لا !! فهو يرى في كل مايصادف هواه مفيد ومهم للاخرين، وان كل خبر يجده امامه وان كان له ايام فهو عاجل وآني لأنه رآه هو الان.

عملية النسخ واللصق ياساده تعتمد تحتاج لثقافة ووعي ولياقة ايضا، الإنسان الواعي صاحب الرأي والفكر لايلجا للنسخ واللصق الا في ماهو في أقصى الضرورات كخبر آني وعاجل جدا ويهم الغالبيه العظمى، أو لموضوع علمي أو ثقافي أو حتى ترفيهي لم ينشر من قبل ، ويعتمد هذا الشخص على فكره هو ويقوم بنشر رؤاه ووجهات نظره ومايريد عرضه من أفكار.

والشخص المثقف فهو من يختار مواضيع نسخه من المنشورات المهمه عقليا وفكريا وبما يحقق الارتقاء بالذوق العام، وتعبر عن وجدان الناس أو غالبيتهم، وليس كل ماهو مصادف أمامه ينفع للاخرين مثلا كان ينشر مواضيع اكاديميه في مجموعه عامه تضم شخصيات اجتماعيه متنوعه، أو ينشر قضايا سياسيه في مجموعه مخصصه لفئه عماليه أو اجتماعيه معينه.

اما اللياقة والتي اقصد بها الذوق تأتي من حيث أن يكون الناسخ مساهما مرغوبا لدى أعضاء المجموعه وان غاب فغيابه محسوس ومؤثر، وهذا النوع هو من يبث الحماس والتشويق والاثاره في المحموعه، وان تنوعت منشوراته المنقولة الا انها من النوع الذي يصيب الاعضاء بالعصف الذهني، أو يثيرهم ويدهشهم من خلال ماتحمله منشوراته المنقولة من غرابة الفكره أو طرافتها أو صعوبتها بل أحيانا استحالتها، فهذا الشخص يجعلك احيانا تنفجر ضحكا أو تحزن بشده لأنه اختار منشورات أما لم تقرأها من قبل أو أنها من تلك التي لاتمل منها وأن قراتها عدة مرات، كما أنها حذر جدا تجاه المنشورات ذات المواضيع الخلافيه خاصة التي تثير الفتن الدينية والمذهبية والسياسيه، أو تلك التي تخدش الذوق العام.

ولهذا فاني اكرر أن النسخ واللصق بحاجه لوعي وثقافه ولباقه لكي تكون مجموعات الواتساب اكثر فائده وتشويقا لا أن تتحول الى مصدر للملل والكآبه والخلافات والمجالات العقيده التي يضيع فيها الوقت دون فائده، ارجوكم لاتجعلوا من مجموعاتكم مزابل يرمي فيها كل واحد ماينقله من شوارع المجموعات الأخرى.

 

تمنياتي للجميع بالتوفيق والفائدة من هذه التقنية والوسيلة العصريه في الارتقاء بالارواح والعقول والعلاقات الانسانيه، واعني بها تقنية الواتساب ومجموعات التواصل الاجتماعي.