علاقة تجار الدين بالسياسة علاقة نفعيه تخادميه قديمه قدم الاديان نفسها .. اهل السياسه والحكم يدنون تجار الدين منهم ويغدقون عليهم المال والجاه لشرعنة وجودهم وسلوكياتهم .. وتجار الدين وجدوا في هذه المهنة مصدر ثراء وجاه ومكانه .
الحضاره الانسانيه المعاصره في بقاع كثيره من الارض استطاعت وضع حدود فاصله بين الديني والسياسي وايجاد منظومه من القوانين تحكم علاقة الحاكم بالمحكوم من خلال عقد اجتماعي ينظم الشراكه بين الجميع في الحقوق والواجبات .. الا البلاد العربيه وحدها لاتزال خارج قوانين العصر ونظم الحضاره ..
توظيف الدين لدى السياسه عندنا ابتدأ بأواخر خلافة عثمان بن عفان وظهر للعلن مع بداية حكم بني اميه وتحول الخلافه الى ملك متوارث .. بعدها ظهرت المذاهب وتفرعت منها الفرق والتيارات والجماعات لكل شيخ فرقته او جماعته التي تنسب اليه .. وغالبية مشائخ وفقهاء ووعاض هذه الفرق والجماعات تواطئو على اكذوبة الخلافه وتوابعها من الالقاب (امير المؤمنين ) (خليفة المسلمين )وووو بينما القرآن وهو النص الديني الاسلامي الذي لاخلاف عليه لم يحدد احد بعينه او ينص او يشير اليه والى احقيته بحكم المسلمين .
مضت قرون التاريخ العربي والاسلامي ورجال هذه الفرق والجماعات يتنافسون ويتنازعون القرب والتقرب من الحكام والامراء والولاه ويبتعدون عن حقائق الدين ويحولون بساطته ووضوحه الى تاويلات ونصوص توافق اهواء الحكام وتشرعن لهم التسلط وحز الاعناق والرقاب بلا رحمه كما حملو هذه النصوص الكثير من التعقيدات في اداء العبادات والمعاملات .
كان لكل عهد مشائخه ولكل حاكم جديد وعاضه المقربين وبين حاكم سلف وحاكم خلف كان هناك من يكسب الجاه والمال والمكانه وهناك من يخسر حتى حياته لان هذه المهنه تجاره والتجاره مغامره وربح وخساره وفي عهد الخليفه عمر بن عبدالعزيز كان الفقيه والواعظ غيلان الدمشقي يقول بالقدريه وينفي الجبريه فقربه عمر بن عبدالعزيز منه وحين مات عمر بن عبدالعزيز وتولى الخلافه هشام بن عبدالملك استدعاه فاعدمه بطريقه بشعه .. انموذج هنا لمأزق الاتجار بالدين بالدين في قصور الحكام
كانت هناك محاوله مضيئه لبعض رموز المعتزله للارتقاء بالدين من وحل السياسه واهواء الحكام وهؤلاء اطلو على السياسه من اعالي الفكر وكان منهجهم العقل لا النقل لاكنهم حوربوا وتم تكفير وزندقة بعض اعلامهم ... كما حاول بعض المتصوفه ولا زالو يحاولون محاولات مشرقه لجهة اظهار واعلاء روحانية الدين وسموه وهؤلاء منهجهم الزهد والصدق في القول والعمل او كما يقولون (الوعظ بالحال ابلغ من المقال).. وهؤلاء ايضا يتعرضون لاشرس هجمات التكفير والزندقه من قبل وعاض السلاطين .
في العام 1928 ظهرت جماعة الاخوان المسلمين الى العلن في مصر وتفرعت في البلاد العربيه ..... ظلت هذه الجماعه وما تزال ترفع راية الدين وتشرب من اوحال السياسه .. سعار شهوة السلطه اوصل هذه الجماعه الى ولائم القتل وحفلات الدم من خلال عمليات الاغتيال التي نفذتها هذه الجماعه لبعض رموز السياسه في مصر في الثلاثينات والاربعينات .. وفي اليمن ظهرت هذه الجماعه بعد اتصال الزبيري بمؤسس الجماعه حسن البناء في مصر تحت مسمى جمعية الامر بالمعروف وحسن البناء كلف الفضيل الورتلاني سنة 1947 بالذهاب الى اليمن لترتيب شؤن الجماعه هناك للانقلاب على سلطة الامام يحي حميد الدين فكان الفضيل يتقرب من الامام كناصح في النهار ويرتب للانقلاب عليه في الليل حسب قول الاستاذ البردوني في (اليمن الجمهوري).
بعد ثورة مصر سنة 1952 وانتشار المد القومي العربي تم استقطاب بعض علماء ورموز هذه الجماعه كادوات في الصراع المرير بين التيار القومي بزعامة عبدالناصر والانظمه العربيه الملكيه المحافظه .. وكان ابرز من انخرطوا في عمليات الاصطفاف السياسي علي الطنطاوي من سوريا ومحمد قطب من مصر والترابي من السودان والزنداني من اليمن وغيرهم .
ذهبت سنوات المد القومي الى حال سبيلها بعد نكسة 1967 وتحول بعض رموز القوميه العربيه الى الفكر الاممي اليساري وخلال عقدي السبعينات والثمانينات شهد ت المنطقه العربيه عواصف واعاصير ايدلوجيه وسياسيه كانعكاس للصراع بين قطبي الصراع في العالم يومها الرأسماليه والاشتراكيه ..انخرط بعض الوعاظ والفقهاء وتحديدا المنتمين للاخوان المسلمين في لعبة الصراع ووظفوا الدين ونصوصه ابشع توظيف لخدمة السياسه وخدمة الاطراف التي استقطبتهم .. كانت اللعبه الاخطر اواخر السبعينات وبداية الثمانينات حين استقطبتهم المخابرات الامريكيه والغربيه للعمل معها ضد الاتحاد السوفيتي تحت يافطة الجهاد .. واتذكر هنا واذكر ان عبدالمجيد الزنداني خلال عقد السبعينات والثمانينات شن حملات تفسيق وتكفير ضد السلطه والمجتمع في جنوب اليمن بحجة اختلاط النساء والرجال في مرافق العمل والجامعه ولما دار الزمن دورته عام 2011 وظهرت الفعاليات الثوريه في ساحة صنعاء وظهر الاختلاط والرقص الثوري المختلط حضر الزنداني ليبارك ويمنح براءة اختراع .
اللحظه الراهنه هؤلاء في مأزق تاريخي .. الجهاد الان ارهاب .. والحزبيه التي حرموها حلال الان .. والخروج على ولي الامر حرموه والان مشروع وحق .. وماذا بعد ؟
*- علوي شملان : بيحان شبوه