تنمية سياسية : ماذا يجري في منطقتنا، والى اين ..؟

2018-04-28 03:16

 

أصدقائي الطيبين المباركين، كنت بصدد كتابة تحليل سياسي للاجابة على السؤال السابق في العنوان، لكنني فكرت ان الافضل من ذلك ان اسرد لكم مجموعة من الافكار المقتبسة من مفكرين ومخططين استراتيجيين وقادة، غربيين ومرتبطين بالصهيونية العالمية، واترك لكم انتم ، اعزائي، ان تجدوا تفسيرات للاحداث والسياسات والمواقف الفاعلة والمتفاعلة في منطقتنا.

 

واليكم الملخص الذي اخذ مني وقتا وجهدا كبيرين :

عقيدة دافيد بن غوريون

• في 14مايو، 1948، يوم الاعلان عن قيام دولة إسرائيل / أعلن دافيد بن غوريون، أن أمن إسرائيل يتحقق عندما تكون إسرائيل أقوى عسكرياً من اي تحالف عربي محتمل، وباتت هذه الرؤية عقيدة إسرائيل الأمنية لعقود عديدة

.

إلا أن العديد من الاستراتيجيين الصهاينة رأوا لاحقا ان هذه النظرية وحدها لا تكفي لضمان أمن إسرائيل، وأن ضمان هذا الأمن، واستقرار إسرائيل وقوتها وتماسكها مرهون بانهيار المجتمعات العربية وضعفها وتمزقها.

 

• الصحفي الاسرائيلي /عوديد ينون، المرتبط بالخارجية الاسرائيلية، دعا في مقال له ، قبل عقدين من الزمن تقريبا، إلى نشر الفوضى في العالم العربي، وإحداث انقسام في الدول العربية من الداخل،

إلى درجة تصل إلى / بلقنة / مختلف الجمهوريات العربية وتجزئتها إلى جيوب طائفية...!

 

• الأكاديمي الامريكي/ زبغنيو بريجنسكي/ مستشار الرئيس كارتر لشؤون الامن القومي، دعا في كتابه /بين عصرين / الصادر في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي للاعتماد على الأصوليات الدينية لمواجهة الخطر الماركسي، ودعا لهيمنة رجال الدين واشعال حروب الاديان والطوائف، وتقوية التيارات الدينية التي لا ترى العالم إلا من زاوية الدين والخلافات الدينية !!!

 

• وكان قد سبق لوزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر ان صرح " أن اللعب على وتر الدين هو المدخل المناسب لتنفيذ المشاريع التي تصبو اليها الصهيونية العالمية، في هده المنطقة."

 

• ولعل الكثير منا قد قرأوا مشروع المستشرق الصهيوني الامريكي، البريطاني الأصل / بيرنارد لويس / عن تقسيم الشرق الاوسط بكامله بحيث يشمل تركيا وإيران وافغانستان، والذي ارفق به خرائط مفصلة للتقسيمات المقترحة، وقد تمت الموافقة على هذا المشروع بالإجماع في الكونغرس الامريكي عام 1983.

 

وفي مقابلة لبرنارد لويس في " 20/5/2005" قال ما نصه التالي:

" ان العرب والمسلمين قومٌ فاسدون ومفسدون، فوضويون ، لا يمكن تحضرهم ، وإذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقوّض المجتمعات ، ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، ولكن بطريقة مختلفة عن السابق ، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة ، لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان ... وأنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية ، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الافعال عندهم ، ولذا يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها واستثمار التناقضات العرقية والعصبيات القبلية والطائفية والمذهبية فيها، قبل ان تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها".

 

• وفي البحث الذي كتبه الصحفي البريطاني جوناثان كوك في العام 2008م، كشف عن الدور الذي لعبته إسرائيل في إذكاء الصراع بين الحضارات.

 

دوافع غزو العراق

 

ويؤكد كوك أن الحرب الأهلية، ودعوات التقسيم التي رافقت غزو العراق، كانت على وجه التحديد هي الهدف الأول للغزو، وأن هذا الهدف لم يوضع في واشنطن، وإنما في تل ابيب/،

 

والحالة العراقية التي تسودها الانقسامات الطائفية والدينية والعرقية تشكل المواصفات المثالية للدولة المرغوبة، من وجهة النظر الاسرائيلية،

 

وبحسب التصور الصهيوني، فمن يسيطر على العراق، فانه يتحكم استراتيجياً في الهلال الخصيب، وبالتالي الجزيرة العربية، وبقية البلدان العربية.

 

ويقول جوناثان كوك ان إسرائيل منذ عام 1980 قررت اتباع سياسة ملخصها هو:

تقسيم كل شيء في العالم العربي، بداية من الفلسطينيين ثم زحفاً إلى بقية الدول العربية

 

ويتابع كوك، أن الهدف هو بدء موجة من الصراع الطائفي انطلاقاً من العراق الى كل المنطقة..

ودلك من خلال ادخال العراق وبقبة الدول العربية في دائرة الاضطراب الدائم، وزرع بذور شقاق طائفي اقليمي يقطع الطريق على دعوة القومية العربية ذات الطابع العلماني، وإطلاق اليد الاسرائيلية بترحيل عرب 1948 من فلسطين الى خارج أرض / إسرائيل الكبرى/ بحجة ان الجميع في الشرق الأوسط يبعدون بعضهم البعض على أسس دينية، وعرقية، ومذهبية،

فلماذا لا تفعلها إسرائيل!

 

الادوات المنفذة

 

 التفتيت الطائفي على مستوى المنطقة يحتاج بالضرورة الى طائفيين، أو الى نوعيات تدعي الليبرالية والعلمانية، ولكن لا تدرك خطر ما تفعل، أو أنها مخترقة بوسيلة أو

بأخرى، أو تحركها دوافع وأحقاد وكيديات خاصة ...!!!

 

إذا من هم المؤهلون للقيام بهذا الدور؟؟

يجيب المخططون الاستراتيجيون الاميركيون والغربيون عموما ان أفضل من يقوم بهذا الدور وبصورة ممتازة هم مجاميع

القوى الدينية المتعصبة والمتطرفة والتكفيرية،

 

ويساندهم كل من يُغذي الثقافة الطائفية بالقول أو الكتابة أو الفتاوى والخطابات والمقابلات والأحاديث والألفاظ ... الخ..

 

هؤلاء جميعا هم الرهان لجر المنطقة الى الدائرة التي تخطط لها دوائر الصهيونية العالمية، وهي تفتيت المُفتت ، من خلال الضخ والحقن الطائفي حتى الصدام ،،

ثم تجزئتها على مقاسات تتلاءم مع اسرائيل ومستقبلها لقرن قادم على الاقل، لأن سايكس – بيكو قد شاخَتْ ولم تعد صالحة لخدمة الاستراتيجية

الصهيو- أمريكية ...!!!

 

فالغرب الواقع تحت التأثير الصهيوني القوي، ومن خلال استراتيجية توظيف الدين السياسي والاستثمار به، يسعى لتطويع الشعوب وتدجينها واستخدامها في استراتيجية السيطرة والهيمنة ، وإشعال الحروب الأهلية والإفتتال الداخلي وتنفيذ مخططاته ، من دون ان يرسل جنديا واحدا الى ميادين القتال.

وأياٍ يكون الخاسر من أطراف الصراع، فهو مكسب للغرب

 

• ولعل بعضنا يتذكر كيف استخدم الغرب استراتيجية الدين وتشجيع التطرف والتعصب الديني من كافة الأديان، في حربه لمجابهة الاتحاد السوفييتي السابق، على قاعدة الإيمان والكفر، وهو ذات الخطاب المُستخدم اليوم.

 

تحياتي د. عبدالحميد ملهي