التشدد الديني وتحصين الشباب

2018-03-16 08:14

 

قد يستغرب البعض التطرق لهذا الموضوع وخاصة المتشددين لكن هناك خطر قادم لامحالة إذا لم تضع خطط وبرامج توعوية لمواجهه الغلو والتشدد في الدين حيث ان التشدد اصبح خطر داهم خاصة على الشباب وصغار السن واذا ماتم اهمالهم سيشكلون قنابل موقوته يتأذى منها المجتمع كله .. حيث من الملاحظ في الاونة الاخيرة كثير من الشباب وصغار السن متشدد والكثير منهم على فهم مغلوط للدين لاسيما وان هناك جماعات متطرفة ولديها اهداف خبيثة متسترة بالدين لديها خطط وبرامج تستهدف تلك الفئة التي تستطيع من خلالها النفوذ للمجتمع والتأثير على الناس من منطلق ديني.

نحن مجتمع اسلامي وسطي منذ بزوغ الإسلام وليس هناك اعتراض على الدين الإسلامي الوسطي الذي يقنن حياة الفرد والمجتمع لما فيه مصلحة مفيدة له .. وهنا نستدل ببعض الايات القرانية حيث قال تعالى :(جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) (البقرة : من الآية143) وقال تعالى :(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) (سورة النحل من الآية : 125) . وقال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ) (سورة الرعد من الآية : 11) . 

وفي المقابل نجد ان هناك غلو يهودي مادي ملحد ، وغلو المسيحية في الترهبن المبتدع جاء الإسلام ليصحح المسيرة ويهدي الناس إلى أقوم السبل وأعدل الطرق وهو سبيل الوسط بين المادة والروح ليعطي كل ذي حق حقه ، حيث قال تعالى : (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (سورة القصص ، الآية : 77). ولم نعرف الفظائع الحالية التي ترتكب في مجتمعنا المسلم من الجماعات المتشددة باسم الدين والدين براء منها ومثل ماقال سمو الامير محمد بن سلمان لايمكننا ان نعيش اعمارنا ونحن رهن التطرف الديني لذلك يتحتم علينا إذا ما اردنا ان نبني دولة جنوبية فيدرالية وسطية دينيا ان نبدأ من الان اولا في القضاء على المتشددين الموجودين حاليا المنظويين تحت مسمى القاعدة وداعش والاخوان المسلمين وحزب الإصلاح والذي ولد ولادة غير شرعية وبني على باطل منذ تأسيسه واقتلاعهم من جذورهم في المحافظات الجنوبية ونرى ذلك واقعا يتحقق بمساعدة التحالف وهنا نجدها فرصة سانحة لنوجه شكرنا الجزيل لدولة الامارات العربية المتحدة والذي ابلت بلاء حسنا وتساهم في اجتثاثهم من المجتمع وثانيا البدء في اعداد البرامج والخطط التوعوية لاستهداف ابناءنا الذي من الممكن ان يكونوا لقمة صائغة لما تبقى من الشراذم الارهابية وحتى نقضي عليهم نهائيا حاليا ومستقبلا لنضمن لاولادنا مستقبل امن ومستقر ومزدهر ويسوده الوئام والتالف بين افراد مجتمعه.

احمد بافاضل بلعبيد

 ابودااابي