عندما كان نظام صالح يبطش بكل من يتحدث عن الجنوب او يكتب عن فساد نظامه، كان لبقائنا في الخارج مبررا لذلك ، لم تغرينا حياة الغرب ولا محاولات نظام المخلوع في استمالتنا الى صفه بكل المغريات .. تحملنا وغيري كثيرين ، ولن أتحدث عن ما قمت به فذلك لا يساوي شيء مع معاناة أهلنا في الداخل .. عدنا بعد ان عاد الجنوب لنا.. عدنا بعد ان صرنا نشعر بحرية كل منا دفع ثمنا مقابل ذلك .. عدنا ووجدنا البعض من لبس قميص الحراك الجنوبي أصبح اليوم خنجرا في خاصرته لطعنه بسمومه التي ينفث بها بدون توقف ، بل وقد أصبح اليوم أول من انقلب على الجنوب والجنوبيين الذين أصبحوا أسيادا على أرضهم أحرارا في مجاهرتهم بحقهم السياسي ..
اليوم يطعن في قضيتنا جنوبيين بأسم الحرية والديمقراطية .. يريدون شقنا بعبارات الاصطفاف المناطقي لنقبل بمنطقهم الهدام .. لو كتبتم ما كتبتم نعرف أنكم تفعلون ذلك ليس لبناء دولة كما تدعون ، بل لهدم روح ومعنويات أبناء الجنوب وتحبيطهم .. لم تكن هناك دولة في الجنوب في عهد صالح ، ومع هذا صمتم على بطشه وتنكيله ونهبه وعصابته بكل مقدرات الجنوب .. لم تتكلموا عندما حول صالح وعصابة الشمال والمنتفعين من الجنوبيين عدن الى قرية ، بل قمتم بالتعامي لترييفها اكثر ، صمتم على نهبه للثروة والأراضي وانتعاش البناء العشوائي واستباحة مؤسسات ومرافق الدولة المنهوبة في الجنوب.. صمتم على تدميره لمؤسساتنا الامنية والعسكرية وزرعه للارهاب في أبين ولحج وشبوة وحضرموت وعدن للإساءة للجنوب ، واليوم عندما بدأنا نتعافى ونقوم بإسناد الأشقاء في بناء أجهزتنا الامنية ، سالت دموعكم على الأمن وحولتم الإرهابيين إلى أبرياء وتريدون شيطنة قيادات أمنية في كل الجنوب تلاحقهم الى متهمين .
كفوا عن البكاء على عدن اليوم ، لأننا نعلم علم اليقين أنها دموع التماسيح التي تذرف بحق يراد به باطل .. يريدونا أن نتقاتل ويشق صف الجنوبيين وغرس النعرة المناطقية والبكاء على أعمال هي من ممارسات نظام الشمال في الجنوب.. يريدون الهائنا بخبث عن القضية الاساسية والسياسية لإرادة شعبنا في إستعادة دولته ..
كل ألاعيبكم مكشوفة وكل ما تتباكون عليه اليوم صمتم عليه بالأمس .. ولكننا نؤكد لكم أننا ننظر للمستقبل لبناؤه ولن تجرونا لماضي نتعلم منه لا نتقاتل من أجله كما تتمنون ذلك.
ثقوا لو تكتبون ما كتبتم عن عدن والجنوب وما يجري فيه ، فإنكم شركاء في ذلك ، فاما تقفوا مع شعبكم لتجاوز محنة المرحلة ، او ستكون كتاباتكم وممارساتكم وصمة عار عليكم لمحاولتكم جرنا الى صنعاء مجددا .. أحلموا كما تريدوا ولكن لا تعتقدوا أن الشعوب في سبات عميق أو أنها سترحم من يتلاعب بمصيرها بعد اليوم. أنكشفت الاعيبكم الخسيسة.
والله المستعان
لطفي شطارة