القصه ليست جديده .. قد تكون حادثة الأيام الماضية مثيره بحكم الواقع الوطني المحتقن لكن التاريخ المشترك لهذه الرمال قديمه وحديثه لم يكن على مايرام منذ غزوات السبئيين لحاضرة قتبان (تمنى ) وحتى اطماع وكلاء الامام المتوكل قبل اكثر من ثلاثه قرون وصولا الى سخونة صيف 1988 على رمال خط التشطير الفاصل بين شبوة ومارب .
صحيح ان الطبيعه واحده والثقافة نفسها على جانبي خط التشطير في هذه المنطقه المثيره العجيبه ــ وليس هذا مقام الكلام عن العجب والاثاره ـــ انما النوايا والاهداف والمقاصد مختلفه تماما .
سخونة صيف 1988 تم تبريدها مؤقتا بسحابة اتفاقية الوحده ومن يومها كان على شبوة ان تكون تابعه لمارب لامتبوعه به .. تجلت فكرة التابع والمتبوع قبل حرب 1994 واثنائها وبعدها حيث كان التدفق الايدلوجي المتطرف والعسكري من مارب الى شبوة وليس العكس .. هذا على المستوى الرسمي وشبه الرسمي .
على الناحية الاجتماعيه والقبليه كان سجال الدم والثأر حاضر في صورة المشهد بوضوح ولم تتمكن الايدلوجيا المتطرفه التي سيطرت هنا وهناك من احتواء الموقف لان المصالح ونزعات الاستحواذ تقاطعت مع شعارات الدين ويافطات العقيده التي تم رفعها بكثافة لكنها لم تحجب الحقيقة المره ولم تحول لفحات القيظ الى نسائم بارده في صحراء ساخنه دوما .
ربط تموين شبوة بالمحروقات من مارب وشفط نفط شبوة الى مارب مشهد من مشاهد التابع والمتبوع وغدا لايستطيع احد التنبؤ بما يكون وربما كان الراحل الدكتور عبدالكريم الارياني بعيد نظر كعادته حين عارض قيام منشأت بالحاف لتصدير الغاز والنفط وكان رأيه ان يتم تطوير منشأت رأس عيسى في الحديده وابقاء نفط مارب يتدفق عبرها وهو قال لعلي عبدالله في هذا الخصوص (من يضمن لنا بقاء الوحده الى الابد).
على أي حال ماحدث اليوم هو حدث ساخن وان تكتمت عليه او اغفلته او تجاهلته الميديا الحزبيه والرسميه .. ماحدث اليوم ربما سخونه مبكره لهذه الرمال المتحركه قبل سخونة الصيف .